استبعد مصدر مطلع صحة الأنباء التي تحدثت عن سعي الولايات المتحدة لسحب صلاحيات رئيس الوزراء
العراقي،
حيدر العبادي، وتشكيل حكومة إنقاذ عسكرية يقودها ضابط كبير من الجيش العراقي السابق مدعوما بقوات أمريكية خاصة؛ للسيطرة على المنطقة الخضراء، مرجحا في الوقت نفسه أن يستقيل العبادي من
حزب الدعوة الذي يحاول ثنيه عن تنفيذ الإصلاحات التي اقترحها.
ووصف المصدر، وهو على اتصال بالضباط الأمريكيين، الأنباء عن سحب صلاحيات العبادي بأنها "مثيرة للضحك"، وقال "إنها أصبحت مادة للتندر بين الضباط الأمريكيين في المنطقة الخضراء".
وقال لـ"عربي21" إنّ واشنطن "تدعم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، دعما مطلقا حتى انتهاء ولايته الدستورية، كجزء من التزامها بحماية العملية السياسية، طبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين قبل انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية العام 2011".
ورأى في تلك الأنباء "مجرد دعايات إعلامية تهدف للنيل من شعبية حيدر العبادي، وإظهاره بمظهر الضعيف أمام الرأي العام العراقي"، مُتهما قيادات
مليشيات الحشد الشعبي بالوقوف وراء "هذه الدعايات الهادفة إلى خلق حالة من البلبلة في الأوساط الشعبية"، حسب تعبيره.
وقال إن "قيادات الحشد الشعبي تحاول إشاعة أجواء عدم الاستقرار؛ تعبيرا عن غضبها على الحملة التي تشنّها الولايات المتحدة على بعض قيادات الحشد الشعبي المتهمة بخطف الأمريكيين الثلاثة، وقيادات عسكرية أخرى موالية للحشد الشعبي تريد الولايات المتحدة استبدالها لإعادة تأهيل المزيد من الألوية القتالية على غرار اللواءين 71 و72؛ من أجل تعزيز قدراتها القتالية في مواجهة تنظيم الدولة، بعيدا عن الأجواء الطائفية التي تخلقها قيادات الحشد الشعبي في عملية تحرير المدن السُنّية"، على حد قول المصدر.
ورأى أن "الولايات المتحدة تتبنى مواقف رئيس الوزراء العراقي، وتمضي قُدما في دعم سياساته الرافضة لهيمنة الحشد الشعبي على قرار المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتمسكه بوحدة التراب العراقي، وهي سياسات متناغمةٌ ومنسجمة تماما مع الرؤية الأمريكية لإدارة الصراع في هذه المرحلة".
وكشفَ عن "تفاهمات" أمريكية مع العبادي؛ "للسيطرة على كامل القرار الأمني والعسكري والسياسي بدعم أمريكي مطلق"، مضيفا أنّ هذه "التفاهمات" لا تروق لحزب الدعوة، حسب قوله، مرجحا "احتمالات استقالة حيدر العبادي من حزب الدعوة قريبا؛ للتخلص من القيود الثقيلة التي يفرضها وجوده في الحزب"، حسب رأي المصدر.
كما كشف عن "نزاع" بين "الولايات المتحدة التي تعزز دعمها لحكومة حيدر العبادي من جهة، وإيران التي تريد تعزيز نفوذ الحشد الشعبي من جهة أخرى".
وأضاف أنّ "قيادات الحشد الشعبي تعيش حالة استنفار قصوى في بغداد منذ وصول 750 جنديا أمريكيا إلى العراق؛ لتعزيز حماية السفارة الأمريكية، والتحسب لاحتمالات انهيار سد الموصل".
وحسب رأيه، فإن قيادات الحشد الشعبي تنظر إلى القوة الأمريكية "الجديدة" بعين "الشك" في نيتها السيطرة على المنطقة الخضراء، وهو "تفكير ساذج"، على حد وصفه.
من جانب آخر، رأى المصدر أن الأمريكيين لا يريدون "استفزاز" الحشد الشعبي في هذه المرحلة "على الأقل"، لكن الأمريكيين يبحثون عن "نصر جديد" يعزز "نصرهم" في الرمادي؛ لذا "تظل الحاجة الأمريكية للحشد الشعبي كعنصر قوة مهم، لكن حين يكون تابعا للحكومة العراقية وليس قيادة مستقلة"، بحسب رأيه.