في سعيه لفتح طريق حماة-
حمص-
دمشق الدولي المار ببلدة الرستين في ريف حمص الشمالي والمغلق منذ بداية الثورة، شن
النظام السوري هجمة شرسة على ريف حمص بمساندة الطيران الروسي والمليشيات الإيرانية واللبنانية.
وبعد فشله باقتحامها وتكبده خسائر ضخمة على تلك الجبهات خفف معاركه عليها، ونقل المعارك إلى
ريف حماة الجنوبي مركزا كل قوته على جبهات قرية حربنفسة كونها تعد شريان حياة بالنسبة لريف حمص الجنوبي، وطريقا سهلا للدخول إليها ليحقق هدفه بفتح الطريق الدولي في النهاية.
ويقول ضياء الحمصي، القائد العسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، إن النظام خفف معاركه على جبهات ريف حمص، حيث تركها تحت قصف الطيران الحربي والروسي، وحول المعارك إلى ريف حماة الجنوبي حيث حشد كل قوته لاقتحامه؛ لكنه فشل في ذلك بعد تكاتف فصائل
المعارضة في القتال حيث يحاول التقدم منذ أكثر من 20 يوما، ويتكبد خسائر فادحة في العتاد والجنود دون جدوى.
وحسب شهادة ضياء فقد حاول النظام تكثيف الحصار على المنطقة أثناء المعارك ليزيد ضغطه عليها في محاولة لتركيعها وإضعاف قوة الفصائل المسلحة فيها، لكن بعد تكبده خسائر ضخمة على جبهاتها اضطر لتغيير وجهته، خصوصا بعد تذمر سكان القرى العلوية المجاورة من فقدان أبنائهم على تلك الجبهات بشكل متواصل.
ويضيف ضياء لـ"
عربي21": "كان النظام ينوي التقدم من قرية حربنفسة إلى قرية عقرب بريف حماة ليصل في النهاية إلى منطقة الحولة حيث استغل ضعف قرية حربنفسة عسكريا؛ بسبب عدم التواجد الكبير للفصائل المسلحة فهي تعتبر قرية آمنة نسبيا، وهذا ما أوهم النظام بأنها ستكون طريقا سهلا لقواته للوصول إلى ريف حمص لكن توحد فصائل المعارضة في المنطقة حد من ذلك".
ويشير القادة العسكريون في المنطقة إلى أن النظام يحاول التقدم على جبهة حربنفسة بشكل يومي دون جدوى حيث بلغت خسائره في المعارك الأخيرة أكثر من 400 عنصر معظمهم من القرى العلوية المحيطة بالمنطقة، والذين تطوعوا للقتال بسبب تخويف النظام لهم من فصائل المعارضة في هذه المنطقة، زاعما بأنها ستزحف إلى مناطقهم القريبة للسيطرة عليها، حسب وصفهم.
وبحسب الناشط باسل أبو مدين: "تعد حربنفسة منطقة استراتيجية جدا في المنطقة حيث تفصل بين ريف حماة وحمص وتعد نقطة تغذية بالنسبة لريف حمص الشمالي حيث تدخل عبرها جميع المواد الإغاثية والمعونات وبسيطرة النظام عليها يسهل عليه حصار ريف حمص الشمالي وخنقه بشكل كبير".
ويضيف أبو مدين: "في حال تمكن النظام من أخذ حربنفسة فإنه سيعزل الفصائل العسكرية المعارضة في بلدة الرستن وتلبيسة عن بلدة الحولة وعقرب حيث تحتضن الأخيرة طرق تنقل القوات المعارضة".
وحسب ما أفاد به القادة العسكريون في المنطقة فإن خطة النظام هي السيطرة على بلدة حربنفسة بريف حماة الجنوبي ليتوجه بعدها إلى بلدة الرستن، حيث سيسيطر على الطريق الدولي المقطوع منذ سنوات ووجهته التالية ستكون مناطق ريف حماة الجنوبي من جهة بلدتي جرجيسة وتومين.