روت عائلة
فلسطينية تعود أصولها إلى قطاع غزة، وتعيش في الأردن منذ عشرات السنين، حجم المعاناة التي تعانيها في ظل القيود التي تضعها الحكومة الأردنية على أبناء قطاع غزة، والأوضاع المتردية التي تعانيها وتعيشها، حيث تبين بأن العائلة تحصل على دخل مالي لا يتجاوز ثلاثة دنانير كل يومين أو ثلاثة، ما يعني أنها تعيش بأقل من دولار واحد في اليوم.
والعائلة التي زارتها "
عربي21" واطلعت على أوضاعها تبين أنها تضم رجلا مشلولا يعاني المرض ولا يقوى على الحراك، بينما تضطرُ الأم لجمع الخبز التالف من بقايا جيرانها، وتبيعه جملة واحدة كل ثلاثة أيام بدينارين فقط (ثلاثة دولارات)، أي أن العائلة بأكملها تعيش بدولار واحد في اليوم.
وتعيش العائلة الغزية في منزل متهالك بدون سقف إسمنتي، ويتصبب ماءُ المطر على رؤوسهم، حيث يقطنون في مخيم غزة الواقع في مدينة جرش شمالي الأردن، ولا يتلقون أية معونات أو مساعدات من الحكومة الأردنية بسبب كونهم لا يحملون الجنسية.
وقالت السيدة فاطمة الخطيب لــ"
عربي21" إنها تضطر لجمع الخبز التالف من بقايا جيرانها والأماكن المختلفة، ومن ثم تبيع ما تجمعه كل ثلاثة أيام بنحو دينارين أردنيين فقط، مشيرة إلى أن الخدمات الصحية والتعليمية لا تتوفر للعائلة مطلقا إلا مقابل رسوم مالية كبيرة بسبب كونهم لا يحملون الجنسية الأردنية.
وقال يوسف الخطيب، وهو ابن السيدة فاطمة، إنه اضطر لدفع مبلغ 750 دينار أردني (ألف دولار) لإجراء عملية جراحية في مستشفى حكومي، وهي عملية تجريها المستشفى بالمجان للمواطنين الأردنيين، لكنها تفرض هذه الرسوم على غير الأردنيين، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون من أبناء قطاع غزة الذين يعيشون في الأردن منذ عشرات السنين.
وردا على سؤال لــ"
عربي21" حول كيفية تأمين رسوم العملية الجراحية، قال يوسف الذي لا يقوى على العمل أو الحركة إنه استدان المبلغ من أصدقائه وجمع جزءا منه من أهل الخير والإحسان.
يشار إلى أنه يوجد في الأردن أكثر من 160 ألف فلسطيني من أبناء قطاع غزة، أكثر من 70% منهم مولودون في الأردن ويعيشون فيه دون انقطاع، إلا أنهم لا يحملون الجنسيات الأردنية، وإنما تكتفي الحكومة بمنحهم جوازات سفر مؤقتة، وتشترط لمنح هذه الجوازات الحصول على الموافقة الأمنية من دائرة المخابرات.
وتمنع السلطات في الأردن أبناء غزة من تملك العقارات أو السيارات العمومية أو العمل في القطاع العام، كما لا توفر لهم خدمات الصحة والعلاج والتعليم، على اعتبار أنهم "ضيوف" في الأردن وليسوا أردنيين.
شاهد الفيديو: