تقول مجلة "فورين بوليسي" في تقرير للكاتب هنري جونسون، إنه بعد أشهر من تفجير
تنظيم الدولة للطائرة الروسية فوق سيناء، فإن قطاع
السياحة في
مصر لا يزال يدفع الثمن، مشيرة إلى أن الشركات المتخصصة في الغطس أغلقت أبوابها؛ بسبب توقف
السياح، خاصة القادمين من روسيا.
ويشير التقرير إلى أن شركة "مارجولين مورشويس" كان عملها مزدهرا، حيث كانت تملأ القوارب كل يوم بالسياح الراغبين بالغطس واكتشاف الشعب المرجانية في الغردقة على ساحل البحر الأحمر، مستدركا بأن هذا كان قبل تفجير تنظيم الدولة لطائرة الركاب الروسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، الذي دفع الطيران الروسي والبريطاني إلى تعليق رحلاتهما إلى منتجع شرم الشيخ، التي كانت تجلب معها سنويا ملايين السياح من البلدين.
وتذكر المجلة أن "مورشويس" كانت تملأ بسهولة قواربها بـ 35 غطاسا في كل مرة، لكنها قد تكون محظوظة هذه الأيام لو وجدت 10 سياح، مشيرة إلى أنها ليست الوحيدة التي تعاني من نقص السياح، فقد نشرت صحيفة "اليوم السابع" هذا الأسبوع تقريرا قالت فيه إن 70% من مراكز الغطس المرخصة، وعددها 246 مركزا، أغلقت أبوابها، أما البقية فلا تعمل بشكل كامل.
ويعلق جونسون قائلا إن "تقرير الصحيفة يقدم بوضوح ما خشيت منه القاهرة ولأشهر؛ فإن مصر تدفع ثمنا باهظا للهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة ضد
الطائرة الروسية، وحاولت شركات السياحة، التي تعد المصدر الثاني للدخل القومي، تقديم تطمينات للسياح الأجانب، بأن الوضع في مصر آمن بعد التفجير".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن "مورشويس" قولها إن "غياب السياح الروس أضر بالتجارة"، لافتا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بعد هجوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر على الطائرة الروسية، بوقف جميع الرحلات الجوية إلى مصر، وأدى القرار إلى وقف حركة السياح الروس إلى مصر، حيث وصل عددهم في عام 2014 إلى 3 ملايين سائح.
وتلفت المجلة إلى أن شركات الطيران البريطانية قامت بوقف الرحلات بسبب المخاوف الأمنية، وألغت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" رحلاتها إلى منتجع شرم الشيخ، الذي انطلقت منه الطائرة الروسية صاحبة الحظ العاثر.
ويبين الكاتب أن المنع حوّل المنتجع، الذي كان يعج بالسياح، إلى مدينة أشباح، مبينا أنه في كانون الثاني/ يناير، قدر محافظ جنوب سيناء نسبة النزلاء في فنادق شرم الشيخ والغردقة بأنها لا تتعدى 20%، وقال إن الخسائر تقدر بحوالي 250 مليون دولار في الشهر، وانخفض عدد السياح من بريطانيا وحدها بنسبة 85%.
ويفيد التقرير بأن المسؤولين المصريين يحاولون إقناع الدول الأوروبية باستئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، حيث قالوا إنهم ضاعفوا عدد القوات الأمنية في المنتجع، وإنهم يقومون بفحص العمال والركاب، ونشرت سلطات المطار الصغير كلابا للكشف عن المتفجرات للتخلص من التهديدات.
وتورد المجلة أن موسكو لا تزال غير مقتنعة، وفي 6 شباط/ فبراير قال وزير النقل الروسي إنه ينتظر أن تفي الإجراءات الجديدة بالمطالب الروسية، مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته فإن شركات الطيران البريطانية الكبيرة تواصل حظر الطيران إلى شرم الشيخ، وقام معظمها بتمديد الحظر حتى آيار/مايو المقبل، فيما مددت شركات أخرى الحظر حتى منتصف أيلول/ سبتمبر.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي يستخدم فيه السياح مطار الغردقة بديلا عن مطار شرم الشيخ، فإن الروس ليسوا من بين القادمين، وعليه فإن الشركات التي تعتمد عليهم عانت من خسائر مالية.