سياسة عربية

السيسي للتلفزيون الكوري: أنا رجل عسكري "مش دبلوماسي"

تصريحات السيسي في كوريا الجنوبية تثير جدلا في مصر- أرشيفية
رفض رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وصف مذيعة تلفزيون كوريا الجنوبية له بأنه "دبلوماسي جدا"، واصفا نفسه بأنه "رجل عسكري، وليس دبلوماسيا"، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو، وتساءل بعضهم: "أين ادعاءاتك بأنك مدني، وتسعى لتأسيس دولة مدنية في مصر؟".

جاء ذلك في حوار أجراه التلفزيون الكوري مع السيسي قبل مغادرته البلاد، الجمعة، في ختام زيارته إلى ثلاث دول آسيوية، هي كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، استغرقت قرابة العشرة أيام.



وتخللت الزيارات مواقف طريفة أبرزها في اليابان، عندما مرض الإمبراطور الياباني قبل لقاء السيسي بساعات، ما اضطره إلى تفويض ولي عهده في لقائه، وكذلك إعراض رئيس البرلمان الياباني عن مصافحة السيسي، قبل إلقائه كلمته.

وفي حواره مع التلفزيون الكوري، قال السيسي إن انطباعه عن كوريا عظيم، موجها التحية والتقدير للشعب الكوري "العظيم"، مؤكدا أن مصر لديها علاقات جيدة جدا بكوريا الجنوبية، وأن هدفه من زيارته لها هو تطوير هذا التعاون، وتدعيمه في المجالات كافة، بما فيها الجانب الثقافي، وليس الجانب الاقتصادي فقط.

وبعد ثنائه على مصر، وتأكيده أنها بوابة أفريقيا، وفيها أهم مجرى ملاحي للتجارة الدولية، وبنية أساسية جيدة، توفر فرص استثمار جيدة، وتطور ثلاثة موانئ هي الإسكندرسة والعين السخنة وشرق التفريعة، فقد تحدث السيسي عن العلاقة بين البلدين، قائلا إنها تعود إلى الستينيات، عندما زار وفد كوري مصر.

واختتمت مذيعة التلفزيون الكوري اللقاء بسؤال أجاب عنه السيسي باقتضاب، قائلا: "التجربة الكورية"، لترد عليه المذيعة بأنه "دبلوماسي جدا"، وهنا علق السيسي رافضا هذا الوصف، بالقول: "أنا رجل عسكري مش دبلوماسي".

ولقي هذا التصريح انتقادا واسعا من معارضي زيارة السيسي إلى الدول الآسيوية الثلاث، في وقت تواجه فيه البلاد واقتصادها متاعب اقتصادية طاحنة، مؤكدين أن الحصيلة العملية لتلك الزيارات محدودة جدا، في حين أنها مكلفة، مشيرين إلى أن السيسي بشر في زيارته لليابان بثورة اقتصادية في مصر، بخلاف الواقع.


في المقابل، قال الإعلامي علي السيد، الرئيس السابق لجريدة "التحرير"، وهو أحد أشد مؤيدي السيسي، في حسابه على موقع "فيسبوك": "الرئيس زار ثلاث دول، وجاب مصانع وشركات ومدارس وجامعات وبرلمانات، وجلس مع زعماء وأمراء وحكومات ومستثمرين ومصنعين في وقت كان الإعلام فيه مشغولا باعتزال شيرين وعودتها، وخناقة مرتضى وعمرو، وخطيئة مراسلة صحفية مع ممثل حصل على الأوسكار، وقصة مريهان والضابط، ووحل عكاشة والبرلمان".

وتساءل السيد: "طيب إزاي ممكن ننهض؟ هل من المنطق والإنصاف أن يكون الرئيس في واد وقادة الرأي العام في واد بعيد تماما، ولا يتم الحديث عن الرئيس إلا في انتقاد خطبه، وكلماته التي تفسر بحسب الأهواء، والتوجهات؟"، وفق قوله.

لكن نشطاء ردوا عليه بالقول إن أجهزة السيسي هي التي تصطنع المشهد السياسي الراهن في مصر، وهي التي تديره، وهي المتسببة فيه أصلا، مشيرين إلى أن المتهمين بصرف أنظار الشعب عن زيارته للدول الثلاث هم من أدواته ورجاله.


في سياق متصل، سلطت وسائل الإعلام والصحف المصرية الصادرة السبت، الضوء على لقاءات السيسي مع رؤساء الشركات في كوريا الجنوبية، وتصريحاته، ومنها: "سنحل أزمات المستثمرين بعيدا عن البيروقراطية".

وقالت "اليوم السابع": "السيسي يطلق ثورة التصنيع الكورية في مصر".

وجاء في مانشيت "الأهرام": "الرئيس: لن ندخر جهدا لتحسين مناخ الاستثمار.. 6 شركات كورية كبرى تقرر توسيع أنشطتها في مصر"، مشيرة إلى لقاء الرئيس مع رؤساء ست من كبرى الشركات الكورية على مستوى العالم، وفق قولها.

وجاء المانشيت الرئيس لصحيفة "الأخبار" بعنوان "السيسي: لا ندخر جهدا لتحسين مناخ الاستثمار وإزالة المعوقات"، فيما قال مانشيت "الجمهورية": "السيسي التقى رؤساء كبرى الشركات.. زار المنطقة الاقتصادية والميناء وسامسونج.. لا ندخر جهدا لتحسين مناخ الاستثمار ومصر سوق واعدة".