ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الحكومة البريطانية قررت نشر قوارب خفر سواحل، بينها سفن لسلاح البحرية الملكي؛ من أجل منع سفن المهاجرين من الاقتراب من الشواطئ الأوروبية، وإجبارها على العودة من حيث جاءت، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي متزامنا مع اجتماع قادة
الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل؛ لمناقشة أزمة الهجرة، ووضع ترتيبات للحد من تدفق المهاجرين.
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن عن نشر سفينة "ماونتس بي"، التابعة لسلاح البحرية، لتكون مشاركة بريطانية أولى لعمليات نشر السفن الحربية في بحر إيجة، وتحمل السفينة على متنها مروحية من نوع "وايلدكات"، وستنتضم إلى سفن حربية من ألمانيا وكندا وتركيا واليونان؛ كجزء من التدخل الذي يقوم به الناتو لوقف تدفق اللاجئين.
وتذكر الصحيفة أن إعلان الحكومة البريطانية جاء بعد ساعات من غرق قارب كان يحمل على متنه 25 لاجئا، وتم إنقاذ ثلاثة أطفال على الأقل قرب المنتجع التركي ديم، لافتة إلى أن الخطوات الأوروبية هي رد على الضغوط التي يتعرض لها القادة الأوروبيون للحد من الهجرة إلى بلادهم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
تركيا استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين، وحذرت من أن هناك عشرات الآلاف من الذين فروا من تقدم القوات التابعة للنظام السوري في الشهر الماضي يريدون الانضمام لهم، مشيرا إلى أن تركيا، باعتبارها النقطة الأولى التي يصل إليها
اللاجئون، فإنها تتعرض لضغوط كبيرة من الحكومات الأوروبية، لعمل اللازم للحد من تدفق المهاجرين من أراضيها باتجاه أوروبا.
وتبين الصحيفة أن عمليات تدفق اللاجئين إلى
اليونان تواصلت، حيث حذر المسؤولون من كارثة إنسانية؛ نظرا لازدحام ما يزيد على 14 ألف مهاجر على حدودها الشمالية، وعلق الأطفال والنساء والرجال على الحدود المقدونية، حيث رفضت السلطات فتح حدودها أمام المهاجرين.
ويفيد التقرير بأن مسؤول سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبوليس، قدر عدد المهاجرين الذين سيصلون إلى اليونان هذا الشهر بحوالي 100 ألف شخص، ودعت حكومة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تيسبراس دول الاتحاد الأوروبي إلى تحمل حصتها من الأعباء التي يفرضها وصول المهاجرين، حيث هناك ما يزيد على ثلاثة آلاف مهاجر يصلون إلى الشواطئ اليونانية من تركيا يوميا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في حزب سيزيرا الحاكم، قوله إن "أوروبا تعيش حالة عصيبة، وهي سبب من أسباب الضعف"، وانتقد مسؤولي حكومات دول أوروبا الشرقية والبلقان، التي وضعت قيودا على تدفق اللاجئين، وهي إجراءات تركت حوالي 35 ألف لاجئ عالقين في اليونان.
وينوه التقرير إلى أنه يتوقع أن تبدأ بريطانيا عملياتها في بحر إيجة في الأيام المقبلة، وستقوم بوقف وصول قوارب المهاجرين إلى اليونان، وستقدم معلومات إلى خفر السواحل الأتراك لملاحقة القوارب، وسينضم لاحقا لعمليات بريطانيا قاربان آخران وثالث فيما بعد، التي ستعمل تحت قيادة وحدة الحراسة البحرية التابعة للناتو وتقودها ألمانيا، التي أرسلت ثلاث بوارج بحرية قبل ثلاثة أسابيع، ضمن مهمة نشر سريعة.
وتورد الصحيفة نقلا عن بيان صادر عن كاميرون قوله: "يجب أن كسر نموذج تجارة التهريب الإجرامية، ووقف تدفق الناس المزدحمين في قوارب غير مناسبة، ومنعهم من المضي في رحلة خطيرة ولا معنى لها، ولهذا السبب تقوم بريطانيا بتزويد مصادر مهمة؛ للعمل مع شركائنا الأوروبيين ودعم مهمتهم".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن تركيا واليونان وافقتا على إعادة القوارب التي يتم اعتراضها من حيث أتت، لافتة إلى أن كاميرون سينضم إلى اجتماع قاة الاتحاد الأوروبي، حيث وافق على تقديم 2.3 مليار جنيه إسترليني لمساعدة تركيا في التعامل مع الأزمة.