كشفت صحيفة أمريكية، الثلاثاء، أن إدارة
أوباما تضغط على المملكة العربية
السعودية حتى لا تتخذ المزيد من الخطوات لمعاقبة
لبنان اقتصاديا، انتقاما من الدور السياسي المتزايد لحزب الله في لبنان المدعوم من إيران، بحسب مسؤولين أمريكيين وعرب.
وقالت "وول ستريت جورنال" في تقرير لها ترجمته "
عربي21"، إن "النزاع حول لبنان أحدث شرخا ظاهرا في السياسة الخارجية بين واشنطن والرياض، الحليفين منذ عشرات السنين، ولا سيما في ما يتعلق بالدور الإقليمي لإيران ووكلائها".
وأوقفت السعودية في شباط/ فبراير الماضي، منح ثلاثة مليار دولار من المساعدات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية. ووضعت مجموعة من الدول العربية الغنية بالنفط، التي تقودها الرياض، القيود على مواطنيها لزيارة لبنان، واقترحت إمكانية فرض عقوبات مالية إضافية على بيروت.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين كبارا، من بينهم وزير الخارجية جون كيري، حذروا سرا السعودية ودول خليجية أخرى من المبالغة في رد الفعل كونه يهدد بزعزعة استقرار الاقتصاد اللبناني بشكل عام.
وتعتمد بيروت بشكل كبير على الاستثمار والتحويلات المالية من العمال اللبنانيين الذين يعيشون في دول الخليج العربي.
وبحسب مسؤول أمريكي مطلع على الاتصالات مع السعودية، فإن واشنطن تعتقد أن "الإجراءات متهورة وتخاطر بذهاب قيادة لبنان بشكل أكبر إلى أيدي إيران"، مضيفا أنه "يبدو أن رد الفعل مبالغ فيه بشكل كبير".
وذكرت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب، أن الحكومة الفرنسية بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند، أثارت المخاوف ذاتها بشأن لبنان في الاجتماعات الأخيرة مع الحكومة السعودية.
واعترف مسؤولون عرب سرا بوجود خلافات استراتيجية مع الولايات المتحدة في لبنان، لكن السعودية قالت إنه "من الصعب أن يستمر تمويل الحكومة اللبنانية المختلة التي يسيطر عليها
حزب الله وحلفاؤه السياسيون".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء، أنها عبرت للسعودية عن قلقها حيال قرار الرياض تعليق المساعدات العسكرية التي كانت تنوي تقديمها إلى الجيش اللبناني، مشددة على أن المساعدات الدولية أساسية لكبح تأثير جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في مؤتمر صحفي: "لقد نقلنا مخاوفنا بشأن التقارير عن قطع المساعدات مع السلطات السعودية. لن أتحدث عن التفاصيل".
وأضاف كيربي: "المساعدة للقوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الشرعية الحكومية أساسية للمساعدة في تحجيم حزب الله ورعاته الأجانب".
وأكد أن المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني ستستمر، مضيفا في هذا الصدد: "لا نريد ترك الساحة خالية لحزب الله أو رعاته".