تشهد محافظة ديالى
العراقية، الأربعاء، فوضى أمنية عارمة بعد أن بسطت
مليشيات شيعية سيطرتها على مبنيي مجلس المحافظة والمحكمة. وفيما يعيش سكان المحافظة حالة من الذعر، فقد دعا رئيس البرلمان العراقي الأجهزة الأمنية إلى فرض هيبة الدولة بالمحافظة.
وقال محافظ ديالى الأسبق عمر الحميري، في حديث مع "
عربي21" إن "مليشيات مسلحة تتبع لجهات سياسية في محافظة ديالى انتشرت في مدينتي بعقوبة والمقدادية بزي أسود، وأخرجت الطلبة والموظفين من الدوائر الحكومية وشلت الحياة بشكل تام في هذين المدينتين".
وأضاف الحميري أن "ديالى تعيش فوضى أمنية، والأجهزة الأمنية تقف عاجزة عن فعل أي شيء لوقف تلك الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات، لأنها مخترقة من قادة كبار المليشيات في المحافظة".
واتهم محافظ ديالى الأسبق "جهات سياسية لم يسمها بالوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية في ديالى، من خلال تحريك أذرعها المسلحة، في محاولة منها لنشر الذعر بين سكان المحافظة بغية تغيير ديموغرافية المحافظة وتطهيرها عرقيا من مكون معين".
إلى ذلك، أعرب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، عن قلقه من تطورات الأوضاع الأمنية في ديالى، وأكد الجبوري في بيان له أنه يواصل اتصالاته ومشاورته مع القيادات الأمنية لاحتواء الأزمة المندلعة هناك.
وشدد الجبوري على ضرورة الإسراع في إعادة الاستقرار إلى مناطق المحافظة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، درءًا للفتنة.
من جهته، دان ائتلاف متحدون (السني)، الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات المتنفذة في محافظة ديالى، بقطع الطرق والسيطرة على الدوائر الرسمية ومحاصرة مؤسسات الدولة وفرض منع تجول إجباري على المواطنين.
وطالب الائتلاف في بيان له، بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب، لاستضافة رئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية، لبيان الحقائق وعرض الحلول اللازمة لأمن محافظة ديالى، داعيا الحكومة الاتحادية إلى إرسال قطعات من الجيش العراقي تمارس عملا مهنيا غير مسيّس وتفرض سلطة القانون دفاعا عن حياة المواطنين وأمنهم.
وأكد الائتلاف في الوقت نفسه، حرصه على تحقيق الأمن في ديالى ومحاسبة المجرمين وكل من ألحق ضررا بحياة وممتلكات المواطنين بالمحافظة.
وكان تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة في قضاء المقدادية، في 29 شباط/ فبراير، استهدف مجلس عزاء لأحد عناصر الحشد الشعبي، الاثنين، قد أوقع ستة من كبار القادة العسكريين في مليشيات الحشد و27 من عناصره على الأقل.
وتعد ديالى ذات الغالبية السنية من المناطق المتوترة، وتشهد أعمال عنف شبه يومية، فيما شهدت المقدادية، في 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، هجوما مزدوجا بعبوة ناسفة أعقبها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا وإصابة عشرات بجروح.