على الرغم من التأكيد الحكومي والأمني الأردني لتبعية
الخلية التي تم كشفها وقتل عناصرها في مدينة
إربد شمال الأردن قبل أسبوعين لتنظيم الدولة، إلا أن التنظيم وعلى غير العادة لم يسارع إلى تبني الخلية ولم يصدر منذ كشف الخلية وحتى الآن بيان رسمي يؤكد أو ينفي تبعيتها له.
وكانت المخابرات الأردنية أعلنت عن كشف خلية تتبع لتنظيم الدولة وقامت قوات خاصة أردنية بمداهمة منزل في مدينة إربد تحصنت فيه مجموعة مسلحة ودارت اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الفجر وانتهت بمقتل كافة عناصر المجموعة وعددهم سبعة أشخاص.
ودرج
تنظيم الدولة على إصدار بيانات رسمية تتبنى كل عملية يقوم بها مع التفاصيل وبتوقيت متزامن في بعض الأحيان مع انتهاء العمليات، وأبرز مثال على ذلك تبني التنظيم للهجمات على العاصمة باريس العام الماضي واغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد وتفجير مقر القوات الإماراتية في عدن، بالإضافة للعمليات التي تنفذ في سيناء وليبيا والعراق وسوريا، فلماذا صمت التنظيم عن تبني خلية إربد حتى الآن؟
الخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية قال إن عملية إربد ما زال يلفها الكثير من الغموض والمعلومات عنها ما زالت شحيحة، لكن الخلية إن ثبت ارتباطها بتنظيم الدولة فإن عدم تبني التنظيم لها رغم مرور قرابة الأسبوعين على كشفها يعد مخالفا لما دأب عليه التنظيم من سرعة تبني العمليات.
وأشار أبو هنية في تصريح لـ"
عربي21" إلى أن عدم تبني التنظيم للمجموعة يؤشر إلى اتباعه أسلوبا جديدا في العمل وهو عدم التسرع بتبني العمليات والمجموعات الموالية في بعض المناطق علما أن العملية كشفت عن عثور التنظيم على بعض الملاذات في إربد المدينة الشمالية الملاصقة لسوريا بعد أن كانت الزرقاء وبعض المناطق في عمان تعد معقلا للجهاديين.
وقال إن تتبع هويات قتلى العملية يكشف أن أغلبهم أشخاص مغمورون وليس لهم تاريخ في التيار الجهادي وأغلبهم من الشبان الصغار في السن لكن أبرزهم هو "جميل كتكت" وهو من العناصر المعروف ولاؤها لتنظيم الدولة في إربد وهذا ربما يعطي مؤشرا للجهة التي تتبع لها الخلية.
ورأى أبو هنية أن تنظيم الدولة لم يعلن ولاية له في الأردن كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا وسيناء ولم يتطرق إلى هذا الأمر في إصداراته ويبدو أنه غير مستعجل لتنفيذ عمليات أو إيجاد مركز له فيها مشيرا إلى أن التهديد الذي يشكله للأردن يعد متوسط المدى أو حتى بعيدا في كثيرا من التوقعات.
ولفت أبو هنية إلى أن عملية إربد كشفت عن نمط جديد من الجهاديين يفضل خوض اشتباك مسلح ينتهي بمقتله على أن يسلم نفسه للأجهزة الأمنية التي كانت دائما تلجأ للحل الأمني بالاعتقال والاحتجاز بعيدا عن الحل العسكري.
وقال: "على الصعيد الرسمي الأردني هناك تحولات استراتيجية قوية فرضت في الآونة الأخيرة طرقا في التعامل مع الجهاديين حيث واجهت الدولة خلية إربد التي نسبتها لتنظيم الدولة عسكريا بينما تتعامل مع العناصر المناصرة لتنظيم القاعدة وجبهة النصرة وعموم التيار الجهادي البعيد عن تنظيم الدولة بالوسائل الأمنية والتوقيف".
وأشار إلى أن الأردن يمتلك مسطرة في التعامل مع الجهاديين الآن على ساحته فقيادات مؤيدة للقاعدة وجبهة النصرة طليقة في الأردن مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني بينما القيادي أبو محمد الطحاوي والمعروف بولائه لتنظيم الدولة يتعرض للاعتقال.
يذكر أن السلطات الأردنية أعلنت عثورها في الشقة التي تحصن بها أعضاء الخلية على مواد لتصنيع المتفجرات وأسلحة وقال شهود عيان في الحي إن الأشخاص الذين قتلوا لاحقا في العملية كانوا ينقلون قطع أثاث إلى المنزل يبدو أنها استخدمت للتمويه في عمليات نقل السلاح.