قال تقرير نفطي صدر السبت، إن أسواق النفط والطاقة العالمية استمرت في أداء متباين منذ بداية العام الحالي وحتى الآن على مستوى توقعات الأسعار، وأنشطة الإنتاج، والقدرة على ضبط المعروض، والتحكم بالقدرات الإنتاجية لدى كافة الدول المنتجة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته شركة نفط "الهلال" الإماراتية، السبت، أن المنتجين حافظوا، أيضا، على الفجوة فيما بينهم على مستوى الاتفاق في إدارة المعروض وتفادي انهيار أسعار النفط، في الوقت الذي أخذت فيه أسعار النفط تتعارض مع كافة التقارير والتوقعات الصادرة عن الكثير من الجهات المتخصصة حول العالم تارة، وتنسجم معها تارة أخرى ولكن على أساس قصير الأجل، بما يتعارض مع طبيعة قطاع الطاقة، وحجم الاستثمارات، وطبيعة القرارات الإستراتيجية المتخذة، والاتفاقيات الجاري إنجازها بين كبار المنتجين والتي تتطلب وقتا طويلا لتنعكس على أداء الأسواق والأسعار المتداولة.
وفي السياق ذاته، يستحوذ مؤشر إنتاج النفط الأمريكي على أهمية متصاعدة من أداء مؤشر أسعار النفط لدى الأسواق العالمية، ويستحوذ على تأثير إضافي عند الحديث عن إدارة المعروض لدى الأسواق بكفاءة، وبالتالي، فإن الحديث عن استقرار الأسواق لن يحدث طالما بقي التذبذب والتقلب المسجل على أسعار النفط على حاله دون استقرار.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الحفاظ على أسعار دولار قوي وعلى صادرات مرتفعة والسيطرة على تحركات أسواق الطاقة.
يذكر هنا أن متوسط الإنتاج الأمريكي من النفط قد ارتفع خلال العام الماضي لأعلى مستوى في 43 عاما، ليصل متوسط الإنتاج إلى 9.4 ملايين برميل يوميا، وهذا المستوى يمثل نموا بنحو 89% عن المستوى المسجل في العام 2008، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثر إنتاج النفط الأمريكي بتراجع إمدادات
النفط الصخري والذي يتأثر في الغالب بسبب مؤشر التكاليف والإنفاق وأسعار النفط المتداولة.
ولابد من الإشارة هنا إلى حدوث تغيرات جوهرية على إنتاج النفط الصخري الأمريكي، حيث كان الحد الأدنى الذي يسمح لمنتجي النفط الصخري هو مستوى 70 دولارا للبرميل، في حين بات الحديث في الوقت الحالي عن مستوى 40 دولارا للبرميل، وهو رقم قريب جدا من متوسط الأسعار الذي تعتمد عليه الموازنات السنوية لدول المنطقة المنتجة للنفط، كما ينطوي على مؤشرات قوية تنذر بارتفاع مستوى المنافسة بين المنتجين.
ومن الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن كفاءة الإنتاج من خلال إدخال المزيد من التقنيات المتطورة لتحسين كفاءة الإنتاج ستصب في صالح ضبط تكاليف الإنتاج إلى ما دون 40 دولارا، أي تحول النفط الصخري من قطاع هامشي مرتفع التكلفة وقليل التأثير في مسارات الأسواق والأسعار، إلى منتج منافس رئيسي في الأسواق، ومصدر قلق لكبار المنتجين حول العالم، وهذا يعني اعتبار النفط الصخري مصدرا رئيسيا من مصادر الطاقة، والأخذ بهذه الحقيقة عند إعداد الخطط والاستراتيجيات ذات العلاقة بالإنتاج والأسعار والعلاقات بين الدول منتجة أو مستهلكة.