أكد المفكر والمحلل السياسي، الدكتور مصطفي الفقي، أن التعرض لمقام الرسول الكريم لم يكن السبب الوحيد لإقالة وزير العدل،
أحمد الزند، وإنما تصريحاته المثيرة للجدل على مدار فترة ولايته لوزارة العدل هي ما تسبب في إقالته، لا سيما تصريحه حول قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، مرجحا أن هذا التصريح هو السبب الحقيقي لإقالته من منصبه.
وقال الفقي -في لقائه ببرنامج "يحدث في
مصر"، للإعلامي شريف عامر، عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء الأربعاء- إن الزند "أعطى تصريحا في الحوار التلفزيوني نفسه يُشتمّ منه أنه كما لو كان (الزند) متشككا في حادث الطالب الإيطالي، ودي مسألة خطيرة"، على حد قوله.
واستدرك: "لذلك كان قرار الإقالة زكي، وجاب (استدعى) سببا قد لا يكون هو السبب الحقيقي، لكنه السبب الأكثر جماهيرية، والذي يلقى قبولا عاما".
وأضاف الفقي: "هذا هو تصورنا في الحقيقة، ولكن على كل الأحوال: النهاية هي النهاية.. نهاية واحدة"، وفق تعبيره.
وكان وزير العدل المقال اعترف للمرة الأولى بمقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني عن طريق التعذيب، وذلك في حواره التلفزيوني الأخير قبل الإقالة مع الإعلامي حمدي رزق.
وفي الحوار، أكد الزند أن الطب الشرعي قدم تقريرا حقيقيا عن الإصابات الموجودة بجثمان الطالب الراحل، لكنه لا يريد الحديث في الأمر؛ حتى لا يتم استغلاله من قبل جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: "حتى لا يستغله اللي بالي بالك".
وفي حواره التلفزيوني مع شريف عامر، كشف الفقي عن مزيد من الأسرار التي تتعلق بوزير العدل المقال.
وقال إن الزند كان يصور للجميع أن نظام السيسي مدين له؛ بسبب موقفه ضد جماعة الإخوان، وأنه كان يعاير النظام دائما بأنه وقف ضد الإخوان، قائلا إنه كان من الأفضل الانتظار حتى يجري التعديل الوزاري، ويتم تغيير "الزند".
وشدد على أنه من لطافة وسماحة نظام السيسي، أنهم سمحوا للزند بالسفر إلى الإمارات، مشيرا إلى أن الأنظمة السابقة كانت لا تسمح للوزراء المقالين بالسفر إلى الخارج بعد العزل مدة لا تقل عن أسبوعين.
وأضاف أن الإطاحة بالزند ليس معناه أن حلف 30 يونيو انتهى، على حد قوله.
ورأى أن السيسي لا يزال يعمل بسياسة "الطبطبة" لإرضاء الجميع. وأكد أنه غير راض عن إدارة الدولة المصرية لأزمة "سد النهضة"، قائلا إنه يجب على السيسي مصارحة الشعب بشفافية حول الأزمة.
وفي كلمة بندوة "التعليم والحريات"، في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة الثلاثاء، أكد الفقي أن من يسيء للإسلام يجب ألّا نتساهل معه أبدا مهما كان حجمه.
وأردف: "حتى لو كان الخطأ بحسن نية يجب أيضا أن يعاقب بقوة، ويتحمل وزر ما قال".
وكان رئيس الوزراء شريف إسماعيل أقال، الأحد الماضي، وزير العدل أحمد الزند، بعد تصريحات عن النبي الكريم، أثارت غضب الرأي العام.
وردا على سؤال خلال لقاء تلفزيوني، قال الزند: "هل ستسجن صحفيين؟"، فأجاب: "إن شا الله يكون نبي.. صلى الله عليه وسلم.. أستغفر الله العظيم يا رب.. المخطئ أيا كان صفته.. ما القضاة بيتسجنوا".