أعلن الإعلامي
المصري طارق عبد الجابر، قبوله بالشروط التي وضعها رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي من أجل السماح له بالعودة إلى مصر، وفي مقدمتها الإقرار بشرعية حكمه، وهو ما حدا بالنظام المصري إلى السماح له بالعودة بالفعل، عبر أذرعه الإعلامية، فيما اتهمه إعلاميون معارضون للانقلاب، بالعمل لصالح أجهزة الأمن والمخابرات المصرية، وألمحوا إلى أنه ربما كان مدسوسا عليهم.
وكانت حركة انتقالات الإعلاميين المصريين، حتى ما قبل السابقة التي أرساها عبد الجابر، تأخذ شكل الانتقال من مصر إلى الخارج للإعلاميين المعارضين لنظام السيسي، وكان آخرهم الإعلاميان محمد شومان، وهشام عبدالحميد اللذان انتقلا للعمل من تركيا في قناة "الشرق" لرئيس مجلس إدارتها السياسي المصري المعارض أيمن نور.
شروط السيسي للعودة
وكشف الإعلامي المقرب من السيسي، عبد الله السناوي، في تصريحات له الخميس، أن السماح بالعودة دون ملاحقة أمنية يخضع لشروط عدة منها أن يعترف الشخص الراغب بالعودة بشرعية السيسي، وأن يعتذر عن كل ما بدر منه في الوقت السابق من إساءة لقيادات النظام الحالي، وألا يكون متورطا في عنف أو حرض عليه، وفق قوله.
وبحسب السناوي فإن إجراءات العودة تتمثل في أن يتقدم الشخص الراغب بالعودة بطلب لرئاسة الجمهورية، ومن ثم دراسة حالته، ومدى توافر الشروط فيه.
وأشار إلى أن هذا تطور جديد في علاقة النظام بمعارضيه، كاشفا أن السيسي هو الذي أمر - خلال مقابلته الاثنين بمثقفين - بعودة عبد الجابر مراعاة لظروفه الصحية.
وزعم السناوي أن هناك قائمة بأسماء الإعلاميين والسياسيين الموجودين خارج مصر، من الذين أبدوا رغبتهم في
الاعتذار عن أي أخطاء سياسية، والعودة إلى مصر في عهدة رئاسة الجمهورية الآن لبحث حالاتهم، وفق قوله.
وائل قنديل يتحدى السناوي
وفي حين رفض السناوي الإفصاح عن أي من أسماء الإعلاميين أو الساسة الذين زعم أنهم مرشحون للعودة في الأيام المقبلة، تحدى الإعلامي المصري وائل قنديل "السناوي" أن يفصح عن اسم واحد من هؤلاء الإعلاميين أو الساسة الراغبين في العودة، نافيا صحة ما يتردد حول عودة إعلاميين معارضين للقاهرة بعد اعتذارهم.
عبد الجابر: أشكر السيسي
ومن جهته، قال عبد الجابر، تعليقا على ما صرح به السناوي: "أشكر القيادة السياسية المتمثلة في السيسي لعودتي إلى أرض الوطن، وبرجوع كل من يريد العودة لمصر طالما لم يرتكب أعمال عنف".
وقال "عبد الجابر": "لم أكن أتوقع ذلك، وهذا الأمر يعني أن مصر تتسامح مع أبنائها، وأنا سعيد جدا بهذا الأمر".
وأضاف أنه بدأ ترتيبات العودة إلى مصر، والاستقرار فيها بشكل نهائي، بعد أن تأكد أن اسمه ليس موضوعا على قوائم الانتظار والترقب.
وأردف: "سأعود إلى مصر في الأسبوع الأول من شهر نيسان/أبريل المقبل، وسأمكث فيها 10 أيام، وبعدها سأسافر إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية، واستكمال علاجي لمدة شهر، ثم أعود إلى مصر، وأستقر فيها بشكل نهائي".
وتابع: "تأكدت أنني لست مطلوبا على ذمة أي قضية، وأن اسمي ليس مدرجا على قائمة الانتظار والترقب، وأحمد الله أن النظام يفتح يده لي، ولكل من يريد العودة إلى بلده، وهذه دعوة للجميع بالعودة من أجل المشاركة في بناء مصر".
ويذكر أن طارق عبد الجابر لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يضبط يوما متعاطفا معها، وكان على علاقة كاملة بأجهزة المخابرات طيلة حياته حتى قرر الانتقال إلى الخارج بدعوى تأييد الشرعية، وهو ما أثار دهشة معارضين في الخارج.
ولما عانت القنوات الفضائية الداعمة للشرعية في تركيا من ضائقة مالية، وأغلق بعضها، انتقل عبد الجابر إلى قناة "الشروق"، التي لم يكن على وفاق مع مسؤوليها، وطاقمها وهم من غير الإخوان، واكتفى بتقديم برنامج أرشيفي لا يواكب الأحداث، لكنه كان يتحدث على الدوام عن مساوئ حكم العسكر.
وتأتي عودة عبد الجابر إلى مصر، وتصريحاته المثيرة للجدل، وفق مراقبين، بمثابة طوق نجاة للسيسي من الأزمة الخانقة التي يتعرض لها نظام حكمه في الداخل والخارج، إذ خرجت أذرعه الإعلامية تسوق فكرة تسامحه، واحتضانه للمعارضين العائدين.
موقف هيثم أبو خليل
إلا أن الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، وقف موقفا مخالفا تماما في المسألة.
وقال إن طارق عبد الجابر ليس مريضا بالسرطان، وإن ما يقوله مجرد أكاذيب، مشيرا إلى أنه ربما خدع الإخوان، ونجح في اختراق صفوفهم.
وكتب - تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك" - قال فيها: "عن زميلي طارق عبد الجابر اللي بيشتغلنا بمزاجنا: طارق عبد الجابر مستمر في تمثيلية بايخة مكشوفة أنه ندمان، ويريد العودة لمصر لكي يدفن فيها بعدما أصابه السرطان في المعدة".
وأردف هيثم: "طارق يختبر صبرنا وشهامتنا ونخوتنا ورجولتنا.. لكن للصبر حدود على قدر المستطاع.. طارق ليس مريضا بالسرطان مطلقا.. وصحته زي الفل لكن الأمر كان لزوم الإكسسوارات المطلوبة لحبك الدور".
وأضاف: "لدينا تفاصيل مدهشة ومؤسفة عن زميلنا طارق...لكننا نتعامل بنبل.. أحيانا يصل لحد الهطل والعبط.. وللأسف انطلت تمثيلية عبد الجابر المفضوحة على شنبات منا كثيرا، لكن لزم التنويه ولو بلمحة بسيطة الآن".
وتابع: "عبد الجابر الذي حذرنا منه الكثير نتيجة عمله في فلسطين المحتلة كمراسل للتليفزيون المصري، وهي وظيفة ليست بهينة وتتماس مع جميع الأجهزة الأمنية في مصر.. لكننا كعادتنا لا نأخذ بالقيل والقال.. لكن عبد الجابر كفانا مؤنة ذلك، وقال في حواره مع القرموطي وغيره إن "جميع الأجهزة الأمنية تعرف طارق جيدا".. طيب وماله إيه المشكلة.. ما يكون على علاقة بالجن الأزرق هو إحنا بنعمل إيه؟".
وأوضح: "طارق حريص على صناعة حالة معنا، والاتصال بنا من آن لآخر، هو يعتقد أننا سذج، وأنه ضحك علينا..ونحن نستمتع بهذا الدور حتى نشاهد نهاية هذه التمثيلية المسفة المنحطة للنهاية... طارق.. لف على جميع القنوات خلاف ما قال، وأراد أن يعمل في أي قناة بل وأراد أن يعود للشرق في إصدارها الجديد.. لكن الجميع كان متخوفا "ورافعا" شعار.. من خان سابقا "يخون حاليا"".
وذكر أبو خليل أن القرموطي وإيمان الحصري وخالد صلاح والمجرم أحمد موسى وغيرهم قلبهم حن فجأة لعبد الجابر، وطالبوا بعودته... بل منا من صدق الحدوتة وكتبوا كام كلمة تضامنا معه.. اعتقدوا أنهم أظهروا فيها إنسانيتهم.. بل وصل الأمر ذروته بأن مساعد وزير الداخلية يصدر بيانا يطمئن عبد الجابر على أنه غير مطلوب، وعلى غير قوائم الترقب، وأنه يستطيع العودة.
واختتم أبو خليل تدوينته قائلا: "كل هذا لا يهمنا... لكن أهمس في أذن زميلي السابق طارق عبد الجابر: لا تلعب مع الأسود علشان حتتعور.. ونحن ليس لدينا بطحة أو تسجيلات.. ولا تختبر صبرنا للمرة الأخيرة... وفي انتظار ظهورك بدور رأفت الهجان النسخة الرديئة 2016.. بس على مين....إحنا كنا بنرمي البالوظة بتاعتك ولم نأكلها يوما".