كشفت وسائل إعلام في لندن أن كلا من بريطانيا والأردن قد بدأتا عمليات عسكرية سرية مشتركة في
ليبيا ضد
تنظيم الدولة الاسلامية، مشيرة إلى أن كلا من عمَّان ولندن دفعتا بقوات برية خاصة إلى الأراضي الليبية.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إنه حصل على معلومات مفادها بأن قوات خاصة بريطانية تحارب في ليبيا بهدف الحد من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، ضمن الحملة العالمية التي تستهدف التنظيم، وكذلك تتلقى دعما لوجستيا واستخباراتيا من الأردن، بما في ذلك مشاركة قوات خاصة أردنية في العمليات.
وبحسب الموقع، فإن هذه المعلومات جاءت على لسان الملك عبد الله الثاني مباشرة، حيث أدلى بها خلال اجتماع خاص مع أعضاء بارزين في الكونجرس الأمريكي بواشنطن في كانون ثاني/ يناير الماضي، وهو الاجتماع الذي تمكن "ميدل إيست آي" من الحصول على تفاصيله، وكشف فيه الملك لأول مرة عن انتشار عسكري غير معلن لقوات أردنية وبريطانية في ليبيا.
وخاطب الملك عبد الله السياسيين الأمريكيين من أعضاء الكونجرس بقوله إنه يتوقع "زيادة العمليات العسكرية في ليبيا بعد الاجتماع"، في إشارة واضحة إلى أنه يطلب دعما أمريكيا لهذه العمليات، وربما يريد من الولايات المتحدة أن تشارك فيها، مضيفا أن "القوات الأردنية هي جزء لا يتجزأ مع نظيرتها البريطانية"، لافتا إلى أن اللهجة الأردنية المحكية قريبة من اللهجة المحكية في ليبيا، وهو ما يعطي ميزة إضافية للقوات الأردنية على الأرض.
ولم يكشف الملك الأردني في حديثه عن حجم القوات الأردنية أو البريطانية التي تعمل في ليبيا حاليا، كما لم يكشف عن حجم العمليات العسكرية في البلاد التي بات تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على جزء منها على غرار الوضع في سوريا، مستفيدا من الوضع الأمني والسياسي المتردي بسبب الصراع بين الفئات السياسية المختلفة.
وجاء اللقاء الخاص المشار إليه خلال زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة في شهر يناير الماضي، وهي الزيارة التي أجرى خلالها محادثات عالية المستوى مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ومع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر.
الحرب العالمية الثالثة
ومن المعلومات التي تسربت عن الزيارة الأخيرة للملك عبد الله إلى الولايات المتحدة، يتبين بأن الأردن يعتقد بأن العالم مقبل على حرب عالمية ثالثة يكون تنظيم الدولة الإسلامية طرفا فيها، حيث قدم كل من وزير خارجية الأردن ناصر جودة ومدير السياسة الخارجية في الديوان الملكي الأردني منار دباس حديثا مطولا أمام أعضاء الكونجرس، قالوا فيه إن "القتال ضد تنظيم
داعش ليس سوى بداية لحرب عالمية ثالثة سوف تمتد من أندونيسيا إلى كاليفورنيا".
وقال الملك خلال اجتماعه الخاص مع بعض أعضاء الكونجرس: "في القتال ضد تنظيم داعش، فإن المشكلة أكبر من التنظيم، إنها حرب عالمية ثالثة يقاتل فيها المسيحيون واليهود إلى جانب المسلمين ضد هؤلاء الخوارج"، حيث استخدم الملك كلمة (خوارج) بالعربية في إشارة إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وترجمها لأعضاء الكونجرس بأنها كلمة من التراث الإسلامي تعني "الخارجين على القانون".
وردا على قول الملك عبد الله بأنه يخوض حربا ضد الخارجين عن الإسلام، قال الناطق باسم الكونجرس الأمريكي باول رايان: "إنهم لا يفهمون هذه الرؤية هنا في واشنطن".
وحاول موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الحصول على تعليق من منار دباس حول هذه المعلومات، إلا أن تعليقه كان مقتضبا، مكتفيا بالقول "إن المباحثات التي أجريناها في واشنطن ليست للنشر".