مع سريان اتفاق وقف اطلاق النار، منذ 27 شباط/ فبراير 2016 وتراجع وتيرة القصف من الطيران الحربي السوري والروسي في
إدلب وريفها؛ عاد قسم من
النازحين إلى قراهم وبلداتهم المدمرة جراء الغارات الجوية من الطائرات الحربية السورية والروسية خلال الفترة الماضية.
وخلّف القصف والعمليات العسكرية ملايين النازحين، ومنهم من لجأوا إلى خارج الحدود السورية، ومنهم من بقي داخلها، وقاموا بانشاء مخيمات على طول الحدود السورية التركية، بمساعدة منظمات إنسانية وإغاثية، أو من تلقاء أنفسهم.
علي قدور، شاب من جبل الزاوية في ريف إدلب، عاد إلى قريته جوزف بعد أن خفت وتيرة القصف. ويقول في حديث لـ"عربي21": "نزحت قبل عام إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية، مع عائلتي المكونة من زوجتي وأطفالي الاثنين خالد واليمار، سكنت خيمة تفتقر إلى كل مقومات الحياة، عانينا خلال هذه الفترة من الحر الشديد في الصيف، والبرد القارس في الشتاء، ناهيك عن الطين الذي يتشكل عقب تساقط الأمطار، نظرا لطبعية الأراضي التي أنشئت عليها المخيمات، وهي أراض زراعية".
ويضيف علي: "عدت إلى القرية قبل أسبوعين (..) وإلى الآن لم أسمع صوت طائرة حربية في الأجواء باستثناء مرتين، ما عدا صوت طائرات (الشحن)".
يستطرد علي قائلا: "عند عودتي إلى القرية كان منزلي، الذي هو عبارة عن غرفتين ومطبخ وحمام، مدمرا جزئيا بفعل القصف، فما كان مني إلا أنني قمت بإصلاحه وترميمه ليصبح قابلا للسكن نوعا ما، وبكل الأحوال يبقى منزلي أفضل من الخيمة، والعيش في المخيمات"، بحسب تعبيره.
ويتابع: "قمت بوضع أكياس من التراب فوق السطح؛ تحسبا لأي قصف نتعرض له من النظام، فالنظام لا يلتزم بعهد أو ميثاق، ودائما ما يخترق الهدن التي يتم توقيعها، وثقتنا به معدومة"، حسب وصفه.
ويقول علي إنه "سعيد جدا اليوم؛ لأنني في قريتي التي فارقتها قبل سنة، دون أن أستطيع رؤيتها بسبب قصف الطيران".
وقد أكد نشطاء أن هناك أعدادا من النازحين عادوا إلى قراهم وبلداتهم، وقاموا بترميم منازلهم التي دمرت على يد قوات النظام، منذ أن دخلت
الهدنة حيز التنفيذ، لأنهم يدركون أن العيش في منازلهم المدمرة أفضل من السكن في الخيام، حسب تعبيرهم.