نجحت الفصائل السورية في
الغوطة الشرقية، قرب دمشق، الثلاثاء، في صد هجوم عسكري للنظام السوري ومليشياته، كما أفشل الثوار عملية تسلل سعى من خلالها النظام إلى التقدم داخل الغوطة مستغلا انشغال الفصائل العسكرية بالخلافات فيما بينها مع تقاذف الاتهامات على خلفية محاولة اغتيال الشيخ أبو سليمان طفور.
وقد أثار حفيظة هجوم النظام السوري مخاوف أبناء الغوطة من عمل مماثل في الأيام القادمة من قبل النظام، لتعلو الأصوات المطالبة بضرورة تجنب الثوار الخلافات الداخلية والالتفات للخطر المحدق.
وروى الناشط الإعلامي نعمان الدمشقي؛ أن الغوطة الشرقية شهدت حروب بيانات متبادلة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام، عقب توجيه اتهامات للأخير بالوقوف وراء محاولة اغتيال الشيخ طفور، وهو أحد أبرز المشايخ في الغوطة ومؤسس الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وهو أيضا الرئيس السابق لمجلس القضاء الموحد في الغوطة الشرقية.
ورغم نفي
جيش الإسلام المسؤولية عن العملية وتأكيده أن العنصر المعتقل لدى الفيلق والمتهم بمحاولة الاغتيال هو عنصر مفصول منذ فترة طويلة من جيش الإسلام، إلا أن حالة من الاحتقان ما زالت هي السائدة بين الجانبين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الشيخ خالد طفور (أبو سليمان) قد أصيب خلال محاولة اغتيال، فيما قُتل أحد مرافقيه، في 28 آذار/ مارس الماضي.
وقال الدمشقي لـ"
عربي21": "قوات النظام السوري المنتشرة على تخوم الغوطة الشرقية عملت على الاستفادة من الخلافات الداخلية للفصائل المعارضة، وأقدمت على محاولة تسلل في قطاع المرج، مدججة بمدرعات ومشاة، إلا أن التشكيلات المعارضة صدت الهجوم وأسرت عنصرا لقوات النظام"، وفق قولها.
وأضاف الدمشقي محذرا: "ما زال الخطر الحقيقي موجودا، وتكبر المخاوف تدريجيا في حال نفذ النظام هجمات متزامنة من عدة محاور مستفيدا من المهاترات المستمرة بين التشكيلات، وخاصة بعد الأحاديث الواردة من مناطق المواجهات عن انسحاب أحد الفصائل من نقاط تمركزه في الجبهة الجنوبية من الغوطة الشرقية بسبب الخلافات الداخلية".
بدوره، قال الناشط الإعلامي رائد الشامي؛ إن "ما حدث البارحة في الغوطة الشرقية من إصدار بيانات وبيانات مضادة، واتهامات لم تجن إلى هذه اللحظة ثمارا، سوى استفادة النظام السوري من تلك المراوغات في حشد كبير حاول من خلاله اقتحام الغوطة الشرقية من جانب حرستا القنطرة"، مشيرا إلى هذه الجهة كانت تعتبر جبهة هادئة مقابل غيرها.
وأوضح الدمشقي، في حديث لـ"
عربي21"، أن التشكيلات العاملة في الغوطة الشرقية "والمتناحرة منذ زمن يجب أن تدرك المخاطر التي يعمل النظام السوري من خلالها على التقدم نحو المناطق المحررة بسبب مشاحناتهم الداخلية، وعلى قادة تلك التشكيلات أن تحمي وتدافع عن مئات آلاف المدنيين يحاصرهم الأسد من سنوات"، مشيرا إلى حجم المخاوف من توجيه الفصائل المتصارعة لبنادقها نحو المكان الخاطئ، خاصة في هذه الظروف التي تعد الأصعب عسكريا وسياسيا في الملف السوري، كما قال.