كشف مصدر مقرب من حركة
أحرار الشام أن فرع الحركة في
الغوطة الشرقية، رفض التعليمات التي وصلت من قيادة الحركة في شمال
سوريا بالانفصال عن جيش الفسطاط المشكل حديثا، والاندماج مع
جيش الإسلام.
وكانت جبهة
النصرة وحركة أحرار الشام ولواء فجر الأمة قد أعلنوا منتصف الشهر الحالي عن تشكيل جيش الفسطاط في الغوطة الشرقية، لكن حركة أحرار الشام سارعت إلى نفي انضمامها ضمن التشكيل الجديد، معلنة عدم علمها بالأمر.
وقال مصدر مقرب من لـ"
عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته: "فرع حركة أحرار الشام في الغوطة رفض الامتثال لتعليمات قيادته العامة في الشمال السوري بالانفصال عن جيش الفسطاط".
وأشار إلى أن "حركة أحرار الشام استمرت في التشكيل الجديد الذي سعت في تشكيله جبهة النصرة، على الرغم من تعليمات قيادة الحركة بالانضمام إلى جيش الإسلام"، أحد أكبر فصائل الغوطة.
ورجح المصدر أن يكون الدافع من وراء طلب قيادة الحركة لفرعها في الغوطة يعود إلى "ارتباط جبهة النصرة بالإرهاب وفق التصنيفات الدولية، وهو ما سينعكس سلبا على الحركة التي تتخذ مسارا واضحا باتجاه الانخراط بالحل السياسي، الذي تفرضه المجموعة الأممية هذه الأيام"، وفق تقديره.
وذكر "أن أحرار الشام بقيادة قائدها في الغوطة أبو جعفر الشامي تربطهم علاقة وثيقة مع جبهة النصرة، بقيادة أبي عاصم، حيث إن الفصيلين لم يختلفا أو تحدث بينهما أية إشكالات إطلاقا".
ورأى أن "التشكيل الذي يضم أحرار الشام وجبهة النصرة لا شك سيكون له الكلمة العليا في الغوطة، التي باتت كمقاطعات ومناطق خاضعة لسلطات فصائل"، وفق قوله.
وعن مدى ارتباط جبهة النصرة بقيادتها كما هو الحال مع أحرار الشام، قال المصدر: "فصائل الغوطة الأساسية هي جيش الإسلام وفيلق الرحمن ولواء فجر الأمة والاتحاد الإسلامي، وذلك لأن قيادات تلك الفصائل في الغوطة هي مراكز القرار هنا، وما هو خارج الغوطة هو فرع، بعكس النصرة وأحرار الشام، فهما فرعان لقيادات خارج الغوطة، لذلك إن حدثت أي مواجهة فإنهما يعدا غرباء عن الغوطة وهذا قاد أحرار الشام للتوحد مع جبهة النصرة"، حسب رأيه.
وذكر المصدر أن "رفض أحرار الشام قرار الاندماج مع جيش الإسلام سيكون له تأثيرات وتبعات وزيادة في الخلافات، لذلك فإن هذا الأمر سيدفع بأبي جعفر، قائد أحرار الشام (في الغوطة)، للتمسك بقراره الذي توحد من خلاله مع جبهة النصرة، الفصيل الذي يمتلك شعبية لا بأس بها مقارنة بجيش الإسلام وفيلق الرحمن"، وفق تعبيره.
وتحدث عن أن شعبية جبهة النصرة جاءت من خلال رفضها الهدنة مع النظام، "على عكس جيش الإسلام الذي يعدّ الشيخ محمد علوش أحد قياداته، وهو كبير مفاوضي هيئة التفاوض للمعارضة السورية مع النظام"، كما قال.
وأضاف المصدر: "قرار فصل فرع حركة أحرار الشام في الغوطة الشرقية بات قريبا، أسوة بفرعهم في الجنوب الدمشقي الذي رفضت قيادته قتال الدولة الاسلامية، وبايعها أغلب أفراد الحركة هناك".
وأعرب عن اعتقاده بـ"احتمالات وقوع مواجهات مستقبلا بين جيش الإسلام وجبهة النصرة، إذا توصل النظام مع الفصائل الإسلامية إلى تسوية سياسية ترفضها جبهة النصرة بشكل قاطع"، حسب تعبير المصدر.