اتهم كليفورد جادي، الخبير الروسي والمستشار السابق لوزارة المالية الروسية، السلطات الروسية بتسريب
وثائق بنما، رغم أنها اتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعددا من دائرته المقربة بشكل مباشر.
وبرغم أن هذه الفكرة تبدو "شاطحة" قليلا، إلا أن كونها صادرة عن باحث وخبير واقتصادي في الشأن الروسي مع "معهد بروكنغز" يجعلها تستحق النظر، بحسب صحيفة "
واشنطن بوست" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى تدوينة كتبها جادي على موقع "بروكنغز" وحدد بها هذه الفكرة، وهي مكونة من أربعة أجزاء:
- كان المخترق الذي راسل صحيفة "سويديتشي زيتونغ" الألمانية بالتسريبات مطلع 2015 مدعوما من الحكومة الروسية.
- هناك، وبشكل متعمد، القليل من المعلومات التي تؤذي بوتين، فبينما يبدو رقم الـمليارين المرتبط ببوتين كبيرا، فإن علاقته المباشرة ببوتين ليست كبيرة، بالإضافة لاستطاعة بوتين الهروب من اتهامات أكبر من ذلك بالفساد.
- هناك الكثير من المعلومات التي تهاجم قادة العالم، ما يجعل سمعة فساد بوتين أقل ظهورا عند مقارنتها ورؤيتها بالقادة الآخرين.
- حقيقة أن عددا قليلا من الأمريكيين مذكورون في "وثائق بنما" يرجح، بحسب جادي، أن الروس يحتفظون بالكثير من المعلومات بغرض الابتزاز.
واعترف جادي نفسه بأن هذه الادعاءات "اتهامات كبيرة، وهي ليست نظرية، بل اقتراحا لشيء يستحق النظر".
وأثارت نظرية جادي نقاشا لدى المراقبين للشأن الروسي، إذ قالت كارين دويشا، الأكاديمية التي تدرس الفساد الروسي بقرب، إنها تحترم جادي، إلا أن نظريته الأخيرة فشلت في إقناعها.
وقدم آخرون احتفاء مدروسا بعناية، بحسب "واشنطن بوست"، إذ قال الصحفي الأمريكي الروسي ماشا جيسن إن هذه "نظرية مؤامراتية ممتازة"، في حين قال بريان ويتمور مع راديو أوروبا الحر إن جادي كان "يتسلى" بالكرملين.
أجزاء منطقية
وقالت "واشنطن بوست" إن هناك أجزاء منطقية جدا، منها أن الملياري دولار لم تؤذ بوتين كثيرا، بينما أضرت بغيره بشكل أكبر، مثل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي بيترو بوروشينكو:
لماذا لا يواجه بوتين فضيحة محلية؟ رأى جادي أن جزءا من هذا لأن بوتين ليس شخصية محبوبة أساسا في
روسيا، ويتطلب الأمر فضيحة مالية أكبر من هذا لإيذائه، مضيفا أن غالبية منتقدي بوتين متأكدون من أن بوتين فاسد، بادعاءات تصل إلى أن ثروته تصل إلى 200 مليار دولار ليصبح أغنى رجل في العالم، ما يفقد الملياري دولار أثرهما.
ومن جانب آخر، فإن هناك بعض الأفكار غير المتسقة، وخصوصا جزئية أمريكا، إذ إن هناك عددا من الصلات المرتبطة بوثائق بنما، بالإضافة إلى فكرة أن الأمريكيين يفضلون ملاذات ضريبية أفضل من بنما، بحسب "واشنطن بوست".
ويعترف جادي بنفسه بكل هذه الادعاءات، ويقول إنه بالإضافة لاكتشاف مزيد ومزيد من هذه التسريبات، فهو لا يزال يتساءل عما لم يصدر بعد، قائلا: "كيف يمكننا أن نعلم أن هذا مكتمل؟ وما هي الأسرار التي لم تعلن؟ وما هي الأسرار التي ليست في الوثائق؟".
وبعد سنوات من دراسة روسيا، فإن من المنطقي أن يصبح الإنسان متبنيا لنظرية المؤامرة، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي نقلت عن جادي قوله إنه استخدم أسرارا مالية لـ"تدمير" أشخاص داخل روسيا أو "السيطرة" عليهم، ما دفعه للتساؤل عن الخدع التي استخدمها بوتين مجددا.