ذكرت صحيفة "التايمز" أن
جامعات بريطانية هددت بقطع علاقاتها مع اتحاد الطلاب العام في
بريطانيا، بعد انتخاب "يسارية معادية للسامية"، بحسب تعبير الصحيفة، وتقصد هنا ماليا
بوعطية (28 عاما)، وهي أول مسلمة من أصل جزائري يتم انتخابها لتكون رئيسة للاتحاد العام للطلاب في بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن طلاب جامعة أوكسفورد سيحاولون عقد تصويت للخروج من اتحاد الطلبة العام، حيث قالوا إنه لم يعد يمثلهم، مشيرة إلى أن الطالبة في جامعة بيرمنغهام بوعطية عارضت مشروع قرار يشجب تنظيم الدولة، ووصفته بأنه مرتبط بالإسلاموفوبيا، بحسب زعم الصحيفة، وهاجمت الصحافة المؤيدة للصهيونية.
ويشير التقرير إلى أن مجموعة من طلاب جامعة كامبردج سيطالبون بالخروج من اتحاد الطلاب، أو عقد استفتاء، لافتا إلى أنه تمت الإشارة إلى خطوات مماثلة في جامعات درام وإدنبرة ويورك أبريستويث في ويلز، وجامعة ساوث لندن، ومدرسة لندن للاقتصاد وويستمنستر.
وتبين الصحيفة أن هناك تهديدا بخروج جماعي من الاتحاد العام للطلاب، الذي أنشئ عام 1992، وهو تجمع من 600 اتحاد للطلاب في الجامعات والكليات، تمثل 2.3 مليون طالب، وعادة ما تدفع الجامعة رسوم اشتراك للعام 50 ألف جنيه إسترليني.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الاتحاد العام يعاني من انتقادات؛ بسبب تركيزه على "الأماكن الآمنة"، حيث طالب الاتحاد الطلاب العام الماضي بعدم التحدث في المنبر الذي يتحدث فيه المدافع عن حقوق المثليين بيتر تاتشل ذاته، بعدما وقع رسالة نشرتها صحيفة "أوبزيرفر"، هاجم فيها "الرقابة المفروضة في حرم الجامعات"، مشيرا إلى أنه تم توزيع عريضة في جامعة كارديف، طالبت بمنع الكاتبة والناشطة الأنثوية جيرمين غريير من التحدث في مناسبة عن المثليين.
وتجد الصحيفة أن الحديث عن الخروج من الاتحاد في جامعة أوكسفورد مهم؛ لأنه من المتوقع نجاح ممثليها في الاتحاد في هذه الخطوة، لافتة إلى أنه قبل سنوات قادت الجامعة تحركا لقطع العلاقة مع الاتحاد، لكنه رفض لأسباب فنية.
وينوه التقرير إلى أنه بعد نهاية اجتماع اتحاد الطلاب العام في مدينة برايتون، وضع وفد جامعة أوكسفورد على "فيسبوك" بيانا قال فيه إن كل الحديث عن السلوكيات السيئة للاتحاد صحيح، بنقاشات لا نهاية لها، ودعوات لمنع "يك ياك" منبر مجهول على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الشعرة الأخيرة كانت انتخاب بوعطية، وأضاف: "إن الغرض من الاتحاد هو تقديم ممثل عن الطلاب كلهم، وما جرى في المؤتمر يظهر أن هذا الأمر لم يكن أولوية".
وتورد الصحيفة ردود مجموعات صغيرة في جامعة بوعطية، وهي بيرمنغهام، الذين شجبوا انتخابها، حيث نقلت "التايمز" عن ممثل في كلية من كليات جامعة كامبردج قوله إن انتخاب بوعطية "يرسل رسالة مرعبة للطلاب
اليهود"، حيث قالوا إنه يجب منح طلاب الجامعة فرصة للبقاء أو الخروج من عضوية الاتحاد العام، مشرة إلى أن بوعطية، التي ستبدأ مهمتها رئيسة للاتحاد في تموز/ يوليو، وصفت نفسها بأنها معادية للصهيونية، لكنها ليست معادية للسامية أو اليهود.
وينقل التقرير ما كتبه متشدد سابق ويعمل في مؤسسة "ويليام كويليام"، التي وصفتها الصحيفة بأنها معادية للتشدد في صحيفة "جويش كرونيكل"، حيث اتهم بوعطية بأنها هي التي عارضت مشروع قرار في الاتحاد العام لشجب تنظيم الدولة والتعاطف مع الأكراد الذين يقاتلون الجهاديين؛ لأن القرار يبدو "إسلاموفوبيا"، وقال إن الاتحاد مرر قرارا لمقاطعة حزب الاستقلال اليميني.
وتفيد الصحيفة بأن رئيسة الاتحاد ميغان دان الخاسرة دعت الاتحادات الطلابية إلى عدم الخروج من الاتحاد العام، فيما دافعت بوعطية عن نفسها بقولها إنها ليست معادية للسامية، وأضافت: "لقد عانى اليهود اضطهادا رهيبا عبر آلاف السنين، ولا يزالون في الجامعات وأماكن أخرى يواجهون عداء للسامية، وتعرف حركتنا هذا الأمر، وسنقف إلى جانبهم".
وينوه التقرير إلى أن خمسين رئيسا من رؤساء الجمعيات اليهودية الطلابية على مستوى بريطانيا، وجهوا رسالة مفتوحة إلى بوعطية في أثناء الانتخابات، باعتبارها ناشطة ضد الصهيونية، طالبوها فيها بتوضيح موقفها من "معاداة
السامية"، مشيرين إلى تصريحات وصفت فيها جامعة بيرمنغهام، التي تضم مجتمعا يهوديا كبيرا، بأنها تمثل "قاعدة أمامية للصهيونية في التعليم العالي البريطاني"، مستردا بأن بوعطية نفت أن تكون لها أي مشكلة مع الجمعيات اليهودية في الجامعات، وقالت: "أنا أحتفي بقدرة الطلاب والناس عموما من الخلفيات جميعها، ليتعايشوا معا، وليعبروا عن انتماءاتهم ومعتقداتهم بانفتاح وإيجابية، وسأستمر على هذا النهج".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الجزائرية بوعطية إن البعض قد يظنها إرهابية، أو أنها تنطلق في سياساتها بفعل "الكراهية"، بسبب ما أسمته محاولات الإعلام اليميني لتلطيخ سمعتها، مضيفة أن هذا خطأ كبير، حيث تقول: "أنا أعرف جيدا ثمن الإرهاب وتداعيات العنف والظلم، لقد رأيت بلادي (الجزائر) تعاني بسبب الإرهاب، وأجبرت بسبب ذلك على الهجرة، أعرف جيدا الدمار الذي يسببهما الاضطهاد والعنصرية، وسوف أستمر بمقاومته بأشكاله كلها".