حاول عروسان في
الغوطة الشرقية، رغم معاناتهما من مشكلات عقلية سابقة، تحقيق أحلامهما بتأسيس عائلة صغيرة تجمعهما تحت الحصار المفروض على المنطقة منذ سنوات، متحديين حالة الفقر الكبير التي يواجهانها، إلا أن قذيفة واحدة أطلقتها قوات النظام السوري كانت كفيلة بوأدهما مع أحلامهما، ومعهما تسعة من أفراد عائلتيهما، في أثناء توجههم جميعا لحضور عقد القران لدى أحد رجال الدين في الغوطة.
الصحفي المعارض محمد عبد الرحمن؛ يروي بعضا من تفاصيل
المجزرة التي قتل فيها العروسان في 19 نيسان/ أبريل، في أثناء توجههما لعقد قرانهما بالقول: الشاب أحمد (40 عاما)، وهو اسم مستعار للعريس، الذي يتحدر من بلدة العتيبة في الغوطة الشرقية، كان يرغب بدخول القفص الذهبي رغم الفقر والحصار الذي أنهك الغوطة، فوقع اختياره على شابة تعاني تقريبا من مشاكله العقلية ذاتها، وهي نازحة كانت قد وفدت إلى الغوطة.
وأضاف عبد الرحمن: "أما العروس أمينة (35 عاما)، فهي امرأة سورية تتحدر من شمال البلاد، كانت متزوجة في وقت سابق ولديها ثلاثة أطفال، ألا إنها فقدت زوجها ليستقر بها الحال في إحدى بلدات الغوطة الشرقية مع بعض أفراد عائلتها".
نزحت أمينة إلى بلدة دير العصافير، وخلال فترة مكوثها في البلدة تقدم الشاب أحمد لخطبتها، وعندما عزما على عقد قرانهما في بلدة دير العصافير امتنع الشيخ عن عقد قرانهما، لأن الخاطب ليس مؤهلا عقليا وكذلك المخطوبة.
وقد دفع هذا الأمر بالعريس ومخطوبته مع أفراد من عائلتيهما للتوجه إلى بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، بغية البحث عن شيخ آخر يوافق على عقد قرانهما.
وفي أثناء مسيرهما من بلدة دير العصافير قاصدين بلدة حمورية، سيرا على الأقدام، استهدفتهما قذيفة من مواقع قوات النظام السوري بشكل مباشر لتصيب العريس ومخطوبته ومن معهما 14 فردا من عائلتيهما، ما أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم الخاطب وخطيبته وتسعة من أفراد عائلتيهما، فيما أصيب البقية بجروح متفاوتة، ليصار بعدها إلى دفن العريس وعروسته في إحدى مقابر الغوطة الشرقية دون تحقيق حلمهما، ولتنتهي قصتهما قبل أن تبدأ.
ومن بين الضحايا أيضا طفل رضيع، فيما تعرض مصابون لبتر في الأطراف تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في إحدى بلدات الغوطة الشرقية.