شكك أكثر من نصف الناخبين الأمريكيين في نزاهة
الانتخابات الرئاسية في بلادهم، وأعربوا عن اعتقادهم أن النظام الذي تستخدمه الأحزاب السياسية الأمريكية في اختيار مرشحيها لدخول البيت الأبيض يجري تزويره وأكثر من الثلثين يريدون تغييره.
وأظهر استطلاع نشر الأربعاء، أن النظام يجري التلاعب فيه ضدهما لصالح مرشحين لهم علاقات وثيقة داخل حزبيهما، وهو الانتقاد الذي أثار نقاشا على مستوى البلاد بشأن ما إذا كانت العملية تتم بنزاهة.
وأعادت النتائج أصداء شكاوى دونالد
ترامب المتقدم في استطلاعات الرأي للفوز بترشيح الجمهوريين وبيرني ساندرز المرشح عن الحزب الديمقراطي.
النظام الانتخابي
والولايات المتحدة واحدة من الدول التي تعطي الناخب العادي حق التصويت على من يمكنه الترشح في انتخابات
الرئاسة. لكن نظام المؤتمرات الحزبية في كل ولاية على حدة معقد. وكان التنافس تاريخيا حدثا يتعلق بالأحزاب لكن مع تزايد نفوذ التصويت الشعبي منذ منتصف القرن العشرين ظل للأحزاب نفوذ كبير.
ومن خصائص هذا النظام الغريب، التي تتيح للحزب استعراض قوته، استخدام المندوبين، وهم أعضاء الحزب المكلفون بدعم المرشحين في مؤتمراتهم استنادا عادة إلى نتائج التصويت. فكل حزب يقوم بتوزيع المندوبين على المرشحين في كل ولاية وتختلف الإجراءات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ويمكن أن يكون لرأي المندوبين وزن في مؤتمرات الحزب إذا كانت النتائج متقاربة، وهو الأمر الذي أصبح مثار جدل في هذا الموسم الانتخابي.
ومن التعقيدات الأخرى أن حكومات الولايات لديها قواعد مختلفة بشأن ما إذا كان يتعين على الناخب أن يكون مسجلا كعضو في الحزب ليتمكن من المشاركة. في بعض الولايات تقصر الأحزاب اختيار المندوبين على لجنة صغيرة من صفوة أعضاء الحزب مثلما فعل الحزب الجمهوري في كولورادو هذا العام.
نظام معيب
قال رويس لونج (76 عاما) وهو من سكان سوسيتي هيل في ساوث كارولينا والذي يؤيد الديمقراطية هيلاري كلينتون: "أفضل تطبيق نظام صوت واحد لرجل واحد... هذا النظام معيب للغاية".
ووجه ترامب انتقادات لهذا النظام ووصفه في بعض الأحيان بأنه غير ديمقراطي. وبعد أن خصص الحزب الجمهوري في كولورادو كل مندوبيه للمرشح تيد كروز على سبيل المثال ثار غضب ترامب الذي عبر عنه في مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وجه فيه الاتهامات قائلا: "النظام يجري تزويره عن طريق العاملين بالحزب ومندوبين يعملون كعملاء مزدوجين ويرفضون قرار الناخبين".
ورفض رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رينس برياس شكاوى ترامب باعتبارها مجرد "خطابة"، وقال إن القواعد لن تتغير قبل المؤتمر الجمهوري في تموز/يوليو.
وحقق ترامب فوزا كاسحا في خمسة اقتراعات على الترشح في شمال شرق البلاد يوم الثلاثاء في بنسلفانيا وماريلاند وديلاور وكونيتيكت ورود ايلاند. ولدى الملياردير القادم من نيويورك 950 مندوبا بالمقارنة مع 560 لكروز عضو مجلس الشيوخ عن تكساس و153 لكاسيتش حاكم أوهايو وفقا لبيانات أوردتها اسوشيتد برس. والمطلوب 1237 مندوبا للفوز بترشيح الجمهوريين.
وعلى الجانب الديمقراطي، اعترض ساندرز، وهو عضو مجلس الشيوخ عن فيرمونت، على استخدام الحزب لمندوبين مميزين وهم مئات من صفوة أعضاء الحزب الذين يمكنهم دعم من يرغبون فيه في المؤتمر والذين ألقوا بثقلهم هذا العام وراء هيلاري كلينتون.
وأكدت كلينتون مرارا أنها ستهزم ساندرز سواء بإجمالي الأصوات أو بنظام المندوبين المرتبطين بنتائج التصويت، مما يكاد يبطل شكاوى ساندرز من المندوبين المميزين.
وفازت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة يوم الثلاثاء في بنسلفانيا وماريلاند وديلاور وكونيتيكت، في حين فاز ساندرز في رود ايلاند.
وتتقدم كلينتون على ساندرز، إذ يبلغ عدد مندوبيها 2141 مقابل 1321 لساندرز وفقا لبيانات الأسوشيتد برس والمطلوب 2383 مندوبا للفوز بالترشيح.
وانتقد ساندرز كذلك زعماء الحزب لعدم تقديمهم ما يكفي من المناظرات على الهواء في أوقات ذروة المشاهدة، وقال: "المستقلون فقدوا حقهم في التصويت".
سيادة الغموض
وقال لاري ساباتو مدير مركز سياسات جامعة فرجينيا، إن نظام الترشيح الأمريكي يمكن تحسينه على الأرجح في عدة مجالات، لكنه أشار إلى أن قدرة قيادات الحزب على التحكم لا تظهر عادة سوى عندما يكون الفارق ضئيلا بين المتنافسين.
وأضاف: "عادة ما يطغى التصويت الشعبي على القواعد، لكن في هذه الانتخابات التي تتقارب فيها النتائج ينتبه الجميع لهذه القواعد الغامضة".
وقال 51 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع الذي أجري بين يومي 21 و26 نيسان/أبريل على الإنترنت إنهم يعتقدون أن نظام المندوبين "زور" لصالح بعض المرشحين. وقال نحو 71 بالمئة من المشاركين إنهم يفضلون اختيار مرشح حزبهم بالتصويت المباشر وإنهاء دور الوسيط الذي يقوم به المندوبون.
وأظهر الاستطلاع كذلك أن 27 بالمئة من الناخبين المحتملين لا يفهمون كيف يعمل النظام وأن 44 بالمئة لا يفهمون سبب وجود المندوبين. وكانت الردود متوازنة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وشمل الاستطلاع 1582 أمريكيا وبهامش خطأ 2.9 نقطة مئوية.