تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن زعيم
حزب العمال جيرمي
كوربين قرر تعليق عضوية عمدة لندن السابق كين
ليفنغستون، بعد دفاعه عن البرلمانية المسلمة
ناز شاه، التي واجهت عاصفة من النقد، بعد الكشف عن رسالة إلكترونية دعت فيها إلى نقل إسرائيل من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، فيما اعتبر معاداة للسامية.
ويشير التقرير إلى أن لينفنغستون دافع عن شاه، داعيا للتفريق بين ما هو معاد لإسرائيل وما هو عداء للسامية أو اليهود، حيث قال ليفنغستون في مقابلة مع "بي بي سي": "يمكن اعتبار تعليقات شاه فجة، لكن لا يمكن اتهامها بمعاداة
السامية"، وأضاف: "عملت في الحزب لأكثر من 40 عاما ولم أصادف أي شخص معاد للسامية"، وقال متسائلا: "لو كانت تلك التعليقات عن جنوب أفريقيا، هل كانت الأصوات ستتعالى وتتهمها بالعنصرية؟".
وتذكر الصحيفة أن المرشح المسلم صادق خان، وهو من أصل باكستاني، شجب مع عدد من نواب الحزب تصريحات ليفنغستون، واصفا إياها بأنها "مروعة وغير مبررة"، حيث قال إنه "لا مكان لمثل هذا السلوك في الحزب"، مشيرة إلى أن أزمة حزب العمال تفاقمت في ظل الهجمة الموجهة لقيادته بأنها لا تبذل جهودا كافية للتعامل مع ما عده البعض عداء متزايدا للسامية بين صفوفه.
ويلفت التقرير إلى أن الحزب قرر تعليق عضوية ليفنغستون؛ لأنه "أساء لسمعة الحزب"، وبعدما اتهمه نواب بأنه معاد للسامية، بسبب تصريحاته التي قال فيها إن هتلر كان داعما للصهيونية، مشيرا إلى أنه في أول تعليق لكوربين حول الجدل الدائر، قال: "لن نتسامح بأي شكل مع معاداة السامية داخل حزبنا".
وتورد الصحيفة أن 20 نائبا، بينهم خان، طالبوا بطرد ليفنغستون؛ بسبب تعليقاته التي قدمها أثناء محاولته الدفاع عن ممثلة برادفورد ناز شاه، ودعا رئيس الحزب للتحقيق في مواجهة النائب جون مان، الذي وصف في مواجهة له مع ليفنغستون على قناة "بي بي سي" بأنه "اعتذاري نازي مثير للقرف".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الضغط زاد على كوربين لتعليق عضوية لينفنغستون، بعدما أظهر النواب غضبهم، حيث عبر نائب رئيس الحزب توم واتسون عن غضبه، وقال إن التعليقات مضرة، وإنها قد تؤثر في مواقف الناخبين، وقال كوربين أثناء جولة له خارج لندن إن التعليقات الضارة هي عبارة "عن إرسال رسائل"، وسيتم التحقيق فيها.
وأضاف كوربين: "هناك قلق عميق حول اللغة التي استخدمت، حيث قمنا بمناقشة الأمر، وقررنا تعليق عضوية لينفنغستون، وسيتم التحقيق معه"، مشيرا إلى أن أي شخص لا يقوم "بملاحقة" العداء للسامية مخطئ.
وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم حزب العالم قوله: "لقد تم تعليق عضوية ليفنغستون في حزب العمال، بانتظار التحقيق؛ لقيامه بتشويه سمعة الحزب"، مشيرة إلى أن رئيس الحزب استدعى النائب جون مان لمناقشة الطريقة التي تصرف بها.
ويكشف التقرير عن أنه يعتقد أنه تم تعليق عضوية لينفنغستون؛ لأن تصريحاته تحريضية وليست لأنها معادية للسامية، لافتا إلى أن قادة حزب العمال يخشون ألا تؤدي الضجة حول معاداة السامية إلى إغلاق النقاش للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي القضية التي ناضل من أجلها كوربين، واشترك في الدفاع عنها لعقود طويلة.
وتبين الصحيفة أنه في الوقت ذاته، فإن مؤيدي كوربين يخشون من استخدام معارضيه لموضوع معاداة السامية لتقويض قيادته للحزب، حيث يفهم أن تصرفات مان سيتم التحقيق معها بدقة في سياق أشكال التصرف.
وبحسب التقرير، فإن الحزب قرر تعليق عضوية ليفنغستون بعد ظهوره على "بي بي سي" في لندن، حيث قال إن تعليقات شاه، وإن كانت فجة، إلا أنها لا تشير إلى معاداة للسامية، مشيرا إلى أن شاه اعتذرت، ومع ذلك علق الحزب عضويتها؛ لأنها وضعت على صفحتها بـ"فيسبوك" تعليقات تدعو إلى نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة.
وتستدرك الصحيفة بأن تصريحات لينفنغستون حول هتلر هي التي أثارت غضب المسؤولين في الحزب، حيث قال: "قبل أن يصبح مجنونا وانتهى به الأمر ليقتل 6 ملايين يهودي"، وادعى أن هناك "حملة يقودها اللوبي الإسرائيلي؛ لتشويه سمعة من ينتقد السياسة الإسرائيلية وتصنيفها عداء للسامية".
وينقل التقرير عن لينفنغستون قوله إن الاتهامات بالعداء للسامية هي جزء من تقويض قيادة العمال، وأضاف: "بصراحة، هناك محاولة لتشويه سمعة جيرمي كوربين وربطه بمعاداة السامية من اللحظة التي أصبح فيها زعيما لحزب العمال، لكن الحقيقة البسيطة هي أنه من حقنا انتقاد ما يمكن وصفه أكثر الأنظمة شراسة، وانتقاد الطريقة التي يعامل فيها الفلسطينيين".
وبحسب الصحيفة، فإن جون مان واجه ليفنغستون في "بي بي سي"، ووصفه بالشخص المقرف الذي يعتذر عن جرائم النازية، حيث قال: "أعتقد أنك خسرت النقاش، سيد ليفنغستون، ما هو موقفك في هذه اللحظة؟ يجب ألا تكون عضوا في اللجنة التنفيذية" للحزب.
وينوه التقرير إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تعلق فيها عضوية ليفنغستون، حيث إنه في المرة الأولى عندما تقدم كونه مرشحا مستقلا لعمادة لندن عام 2000، لكنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها اتهامات بمعاداة السامية، مشيرا إلى أنه تم التحقيق معه لربطه بين صحافي يهودي ومعسكرات الاعتقال عام 2005.
وتذكر الصحيفة أنه كان من بين الذين طالبوا بتعليق العضوية نواب، مثل تريستام هانت وستيلا كريسي وليز كيندال وكونور ماكجين وجون وودكوك.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول وزير الظل في حكومة كوربين كريس برينت لمجلس العموم إنه يشعر بالقرف والتعب من الذين يحاولون إنكار معاداة السامية، وأضاف: "نعم أنا أتحدث إليك، سيد ليفنغستون"، حيث هدد معارضون لكوربين في الحزب بالاستقالة إن ظل ليفنغستون فيه، فيما شجب حلفاء لزعيم العمال تصريحات العمدة السابق للندن.