نفّذَ الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ وعده بإرسال 250 مقاتلا لدعم "قوات
سوريا الديمقراطية" في الحرب ضد
تنظيم الدولة، حيث وصلت الدفعة الأولى من هذه القوات إلى سوريا الثلاثاء الماضي.
وتتكون الدفعة التي وصلت إلى مطار رميلان، الخاضع لسيطرة
الوحدات الكردية، من نحو 150 جنديا، بينهم عناصر غير أمريكية، وفق مصادر محلية.
ومطار رميلان هو بالأصل مطار زراعي صغير، تم تطويره ليكون قاعدة عسكرية.
ويقول الناشط الإعلامي محمد الإدلبي، من مدينة الحسكة: "ينزل كل فترة في المطار طيران شحن أمريكي ومروحيات، ودخل منذ فترة سيارات من العراق بحماية المروحيات الأمريكية"، بحسب قوله لـ"عربي21".
ويؤكد ناشطون ميدانيون أن مهمة القوات المرسلة حديثا طرد تنظيم الدولة من منطقة مركدة؛ التي تعد آخر نقطة للتنظيم في محافظة الحسكة، التي يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية البركة"، وبذلك تسيطر قوات الحماية الكردية على المحافظة كاملة باستثناء نقاط قليلة للنظام السوري. ويرجح هذا الرأي ما ذكره شهود عيان عن وصول قوات عسكرية أمريكية لبلدة الشدادي قبل أيام.
ويتوقع مراقبون ألا تطول المعركة كثيرا، استنادا لتجارب سابقة شاركت فيها القوات الأمريكية في المعركة.
ويقول حميد، وهو أحد عناصر الجيش الحر ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، لـ"عربي21": "شاركت القوات الأمريكية برسم الخطط العسكرية، وتقديم الدعم اللوجستي، وإعطاء الإحداثيات للطيران الذي يؤدي دورا حاسما في المعركة، وقد كان للطيران الأتر الفعال في طرد تنظيم الدولة من مدينة الشدادي في الحسكة ومنطقة سد تشرين في ريف حلب الشرقي".
ولا يقتصر الدعم على رسم الخطط وتقديم الإسناد الجوي فحسب، إنما يشمل التدريب وتقديم السلاح النوعي والذخيرة.
ويرى الناشط الإعلامي عبد الله الهاشمي، من محافظة الحسكة، أن "هذا لا يحتاج لدليل، فهو مشاهد لأهالي المنطقة، وكذلك توضحه الفيديوهات، ووجود القوات لا يقتصر على مطار رميلان، فهناك مراكز في عين عيسى وغرب صرين".
وتزداد وتيرة اعتماد الولايات المتحدة على "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة تنظيم الدولة، إلى ما يمكن اعتبارها "حليفا" لواشنطن.
ويقول القائد العسكري في الجبهة الشامية، أبو فيصل، لـ"عربي21": "يبدو التعاون العسكري الأمريكي الروسي أكثر وضوحا، ما يوحي باتفاق الجانبين على حل ما ستفرضه النتائج العسكرية على الأرض، ويبدو هذا واضحا من خلال الدعم العسكري المقدم من الأمريكان والروس معا لهذا الفصيل"، في إشارة لقوات سوريا الديمراطية.
وسينعكس هذا التعاون سلبا على الفصائل المحسوبة على تركيا والسعودية، ولا سيما بعد التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة على هذه الفصائل في الريف الشمالي لحلب.
لكن أبو فيصل يرى أن "الدعم السعودي التركي للمعارضة السورية "لا يتعدى ذر الرماد في العيون، فشتان بين تركيا التي تدعم حلفاءها بغارة وغارتين يوميا، وبين الطيران الأمريكي الذي لا يغادر سماء المعركة ويحقق إصابات محققة"، وفق قوله.
فالدعم الأمريكي مكّن "قوات سوريا الديمقراطية" من السيطرة على الأرض، خلافا للدعم التركي الهادف تأمين الشريط الحدودي مع سوريا فقط.
لكن يخشى السكان العرب من نتائج الدعم الأمريكي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، فقد انتقلت هذه القوات من مرحلة السيطرة على أراض ذات غالبية كردية إلى مرحلة السيطرة على مناطق أخرى، كالشدادي وسد تشرين وتل أبيض وتل رفعت وغيرها.