كشفت مصادر مطلعة لـ"
عربي21"، الأربعاء، عن تفاصيل اجتماع التحالف الوطني (الشيعي) في الليلة التي سبقت اقتحام أتباع رجل الدين الشيعي
مقتدى الصدر، للمنطقة الخضراء واحتلال
البرلمان، فيما كشفت المصادر أيضا عن أن الصدر تلقى رسالة تهديد عنيفة من قائد فيلق القدس
قاسم سليماني.
وقالت مصادر قريبة من التحالف، إن "اجتماع التحالف الشيعي الذي عقد مساء الجمعة 29 نيسان/ أبريل الماضي، لم يتوصل إلى نتيجة وانقسم إلى ثلاثة آراء، بخصوص تصعيد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بحشد أتباعه قرب المنطقة الخضراء مهددا باقتحامها".
وأضافت المصادر: "كان اقتراح هادي العامري قائد مليشيا بدر، وأبي مهدي المهندس نائب قائد مليشيات الحشد الشعبي، التصدي العنيف للصدر، فيما رفض عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى
العراقي، المقترح، وطالب باستيعاب الصدر وعدم الانجرار إلى الاقتتال الشيعي-الشيعي".
وبحسب المصادر، فإن قيس الخزعلي قائد مليشيا عصائب أهل الحق، كان موقفه نصح الصدر أولا، ولا مانع من التصدي له إذا لم يستمع ويستجب للنصح.
وفي اليوم الثاني للاجتماع، اقتحم متظاهرون من أتباع رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء ببغداد ودخلوا قاعة البرلمان بعد دقائق من خطاب للأخير دعا فيه إلى انتفاضة شعبية كبرى ضد الفساد والفاسدين.
وتسبب الاقتحام بفوضى عارمة داخل المنطقة الخضراء المحصنة، فيما قال التحالف الوطني (الشيعي) في بيان له، إن "تعريض هيبة الدولة، والتوهين بمؤسساتها وممتلكاتها، يعد من المحذورات القانونية، وإن التجاوز على مجلس النواب وأعضائه والموظفين في الدولة يعد مخالفة واضحة للقانون".
وأكدت المصادر لـ"
عربي21"، أن قائد فيلق القدس
الإيراني قاسم سليماني، بعث برسالة تهديد شفوية شديدة اللهجة، عن طريق أحد مقربيه إلى مقتدى الصدر، قال فيها بلهجة عامية عراقية: "لِم كلابك وإلا أرسلْ كلابي عليك".
وغادر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين، النجف متوجها إلى إيران، بعد اقتحام أنصاره لمبنى البرلمان العراقي وهتافهم ضد إيران وضد نفوذ الجنرال قاسم سليماني في بلدهم، ما أثار جدلا حول دلالة هذه الخطوة، حيث ذهب البعض إلى أن الهدف هو الاعتذار.
وكان آلاف المتظاهرين من أتباع الصدر، هتفوا في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة الخضراء بعد اقتحامها، بالقول: "إيران برة برة"، و"يا قاسم سليماني هذا الصدر رباني (نحن تربية مقتدى الصدر)".
وتعد هذه الهتافات، بحسب تعليقات وردت على مقطع الفيديو، تطورا كبيرا في خروج أكبر فصيل سياسي شيعي عن الإجماع الشيعي في العراق، الذي تمسك به إيران بقوة وتملي عليه جميع قراراته، وفق تعبيرهم.
في ذات السياق، قال قيس الخزعلي في كلمة له خلال ندوة عُقدت في جامعة كربلاء ، إن "المتجاوزين على الجمهورية الايرانية لا يمثلون ابناء التيار الصدري، ولا نظرة القائمين عليه، بل هم مندسون هدفهم الاساءة للعلاقات العراقية الايرانية".
وحذر الخزعلي، بحسب "السومرية نيوز" الأطراف السياسية من "اتخاذ أي موقف سياسي من شأنه التأثير على الوضع الأمني وإدامة زخم انتصارات الحشد الشعبي الذي يتجه الآن لتحرير مدينة الفلوجة كمرحلة اولى وضرورية لتحرير نينوى".
أما رئيس كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري؛ ضياء الأسدي فأكد، أمس الثلاثاء أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكتلة الأحرار وجماهير التيار يرفضون ما حصل من هتافات ضد ايران خلال الاعتصامات في ساحة الاحتفالات ببغداد قبل أيام. وهو ما يمكن القول إنه اعتذار رسمي من التيار الصدري.