نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية، تقريرا عن عملية تسليم
الرهائن الثلاثة الذين كانوا محتجزين لدى
جبهة النصرة لمدة 10 أشهر، مبينة الأطراف المتدخلة في عملية تحرير الرهائن، والوسطاء الذين نسّقوا بين هذه الأطراف.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عملية استلام الرهائن الثلاثة؛ بامبلايجا، ولوبيز وساستري، دامت أكثر من ثلاث ساعات، مشيرة إلى أن العملية تمت في المنطقة الحدودية الرابطة بين محافظة هاتاي التركية وحلب السورية.
وبينت أنه في الجهة الأولى من المنطقة الحدودية؛ اجتمعت مجموعة من جهاديي جبهة النصرة، فرع
تنظيم القاعدة في
سوريا، بالرهائن. أما في الجهة المقابلة؛ فقد اجتمع أفراد من الجيش التركي، مع مسؤول في المخابرات الإسبانية، ووزير الخارجية الإسباني، كما لوحظ وجود وسطاء محليين لتنسيق العملية بينهما.
ويذكرنا هذا المشهد بتبادل الجواسيس عند نقطة التفتيش "تشارلي" في برلين خلال الحرب الباردة، حيث لم يتم الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بعملية تحرير الصحفيين المحتجزين إلا قبل يوم من تنفيذ هذه العملية، كما أنه خيّم على العملية الكثير من التوتر خوفا من الفشل في تحرير الصحفيين من أيدي عناصر تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تناول الطعام؛ اقتاد عناصر التنظيم الصحفيين الثلاثة إلى الحدود السورية التركية، حيث تم اختطافهم منذ 10 أشهر. في حين مكث بانتظارهم، في الجانب المقابل، مسؤولون من الجانب الإسباني برفقة الجيش التركي، حيث كان يفصل بين كلا الطرفين منطقة محظورة تقدر بحوالي 30 مترا، وهي المجال المخصص للشخصيات المحلية البارزة التي لعبت دور الوسيط.
وأوردت "البايس" أنه خلال عملية تحرير الرهائن؛ تم التأكد في البداية من أن الرهائن هم فعلا الصحفيون المختطفون، وأن عناصر جبهة النصرة لم يحاولوا خداعهم، حيث لجأ المسؤولون إلى طرح أسئلة شخصية على الصحفيين؛ أكدت عائلاتهم أنهم الوحيدون القادرون على الإجابة عنها.
وأشارت إلى أنه بعد مرور ساعات، وبعد التثبت من هوياتهم؛ عبّر الصحفيون الواحد تلو الآخر الحدود التركية برفقة الوسطاء، وقد استغرقت عملية تسليم الرهائن وقتا طويلا؛ ظلّ خلاله مقاتلو جبهة النصرة يعاينون كل التفاصيل المتعلقة بالعملية، نظرا للشكوك التي اعترتهم، ولعدم ثقتهم في الطرف المقابل.
وبينت الصحيفة أنه بمجرد انتهاء العملية؛ أعلَمَ المسؤولون الإسبان السلطات في مدريد بأن الصحفيين في حالة جيدة، وأنهم الآن في مكان آمن. ومن ثم أجرت نائبة الرئيس ثريا ساينز دي سانتاماريا، اتصالا معهم، لتعلن وكالة الأنباء التركية "إيفي" بعد ساعة تقريبا عن عملية تحرير الرهائن.
وذكرت أن مقاتلي "النصرة" أبقوا على جوازات سفر الصحفيين معهم، لكن رئيس قنصلية إسبانيا في
تركيا، بابلو غوتييريز سيغو، مدّهم بوثيقة تسمح بمرورهم، واستقبلهم في مطار مدريد نائب الرئيس الإسباني، ومدير جهاز المخابرات، والعديد من الأصدقاء والأقارب.
وأوضح الصحفيون في وقت لاحق لوكالة الأنباء "إيفي" أنه خلال فترة اعتقالهم؛ كانت معاملة عناصر تنظيم جبهة النصرة لهم حسنة، كما أنه تم نقلهم من مكان الاحتجاز ست مرات دون أن يتمكنوا من تحديد مكانهم من سوريا. وبحسب المعلومات التي تمكنت الصحيفة من جمعها؛ فقد كان الرهائن يتقاسمون مع المقاتلين الطعام نفسه، كما أن أحدهم حاول إقناعهم باعتناق الإسلام.
وصرّح الصحفيون بأنه "رغم اشتداد القصف الروسي والسوري على حلب؛ فإن المناطق التي تواجدوا فيها لم تشهد كثيرا من القصف، كما أنه لم يتم ضمهم إلى باقي المحتجزين لدى جبهة النصرة".
وفي الختام؛ أكد الصحفيون أنهم كانوا متخوفين من أن يتم بيعهم إلى عناصر تنظيم الدولة، موضحين أن جبهة النصرة لا تستخدم رهائنها للدعاية، إلا أنها تشترط فدية لتحريرهم بهدف الحصول على العملة الصعبة.