فاجأ السيناتور الأمريكي السابق بوب بينيت، قبل موته وهو راقد في المستشفى، نتيجة إصابته بسرطان البنكرياس، بسؤال المقربين منه: "هل هناك أي مسلم في المستشفى؟". وأضاف: "أريد أن أشكر كل واحد منهم على الوجود في هذا البلد، والاعتذار لهم عما يقترفه دونالد
ترامب بحقهم".
وقال جيم بينيت ابن السيناتور، إن والده روعه الصعود الصاعق للمرشح الجمهوري ترامب، وكان قد وقع هو نفسه ضحية لصعود ما يسمى "حزب الشاي" في الانتخابات النصفية عام 2010، بعدما أعلن دعمه لبرنامج إغاثة الأصول المتعثرة، ولكن بينيت لم يركز بعد ذلك على السباق الانتخابي الذي أنهى حياته السياسية، بل إنه بدأ بطرح قضية
المسلمين الأمريكيين.
ونقلت صحيفة "الدايلي بوست" الأمريكي عن ابنه قوله، إن السيناتور عبّر وهو في المستشفى عن سعادته لوجود عدد غير قليل من المسلمين في المنطقة، إذ إن حركة كراهية الأجانب التي يقودها ترامب قد أثارت اشمئزاز السيناتور.
وأضاف ابن السيناتور أنه كان يريد إنهاء قضية لا يمكن التراجع عن طرحها وخاصة بعد اقتراح ترامب البغيض بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ولفت إلى أن والده اعتذر شخصيا من محجبة لا يعرفها في مطار يوتا عن تعليقات ترامب، وقال لها إنه سعيد لأنها موجودة هنا وهي موضع ترحيب.
وينتمي السيناتور بينيت، إلى طائفة المورمن التي أصدر رئيسها بيانا قال فيه إنه مستعد للموت من أجل الدفاع عن الحرية الدينية وعن حقوق أي طائفة قد تكون غير شعبية. وقد أعرب ساسة واشنطن من طرفي الطيف الحزبي عن حزنهم لوفاة بينيت، إذ قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية هاري ريد، إن بوب بينيت جلب جميع الأطراف معا لحل المشاكل.
من جهتها، نقلت صحيفة "الديلي بيت" الأمريكية، عن زوجة السيناتور قولها: "كان قد أولى اهتماما لقضية المسلمين في أوروبا بعد تعرضه لجلطة قلبية في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، حيث لم يعد يهتم بمهنته السياسية، وهو أمر قد تحدث عنه وإن بشكل مقتضب في مقابلة مع صحيفة (ديزيرت نيوز) المحلية بولاية يوتاه حيث قال: هنالك الكثير من المسلمين في هذه المنطقة (العاصمة الأمريكية واشنطن)، أنا سعيد لوجودهم هنا".
وأكدت بينيت، أن زوجها كان يذهب إلى المسلمات المحجبات ليقول لهن إنه "سعيد بأنهن في أمريكا وأنهن مرحب بهن هنا"، مشيرة إلى أنه "كان يود الاعتذار نيابة عن
الحزب الجمهوري".
وكان الملياردير الأمريكي دونالد ترامب، قد أساء في أكثر من مناسبة إلى الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبا في واحد من تصريحاته بمنع دخول المسلمين إلى البلاد، في حين أنه وصف المكسيكيين في تصريح آخر بأنهم يجلبون معهم الجرائم والاغتصاب".