هل تسبب حريق في دورة مياه الطائرة المصرية بسقوطها؟
القاهرة - وكالات22-May-1602:09 AM
شارك
لم يتم انتشال أي أجزاء مهمة من الطائرة المنكوبة حتى الآن - أرشيفية
قال محققون فرنسيون، السبت، إن طائرة الركاب المصرية التي سقطت في البحر المتوسط، يوم الخميس، أرسلت سلسلة إنذارات تفيد برصد دخان على متنها قبل قليل من اختفائها من على شاشات الرادار.
وقال متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية إن الإشارات لا تفسر سبب انبعاث الدخان أو نشوب حريق في طائرة شركة مصر للطيران، التي سقطت في البحر وعلى متنها 66 شخصا، أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة.
لكن الإشارات توفر معلومات أولية عما حدث في اللحظات التي سبقت التحطم.
وأفاد مصدر في مجال الطيران بأن نشوب حريق على متن الطائرة يؤدي على الأرجح إلى إرسال إشارات تحذيرية كثيرة، إلا أن وقوع انفجار مفاجئ قد لا يؤدي إلى إرسال أي إشارة، وذلك رغم أن المسؤولين لم يستبعدوا أي سيناريو، بما في ذلك وقوع انفجار.
وقد أكد خبير علم الطيران، تيم فان بيفيرين، في مقابلة مع قناة تلفزيونية ألمانية، أن دخانا ونارا اندلعا في دورة مياه الطائرة المصرية.
وقال بيفيرين إن نارا اندلعت على متن الطائرة، كما أن نظام الطائرة الأتوماتيكي أرسل رسائل واضحة جدا تظهر اكتشاف الدخان في دورة المياه، ثم في مقصورة معدات الطيران، وهي تقع تحت قمرة القيادة، التي تحتوي على كل الحواسيب والأدوات الإلكترونية المهمة، ومن ثم انهار نظام التحكم بالطائرة بالكامل، ما أدى إلى سقوطها.
واستند الخبير في تصريحه هذا إلى معلومات وردت من مصادر في شركة الطيران المصرية، مضيفا أن الطائرات ترسل المعلومات بشكل تلقائي ودائم عبر ما يعرف بنظام آكارز.
وقالت مصر إن قواتها البحرية عثرت على أشلاء وحطام ومتعلقات شخصية للركاب طافية فوق سطح البحر، على بعد 290 كيلومترا شمالي مدينة الإسكندرية.
ونشر المتحدث العسكري، السبت، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، صورا للقطع التي تم انتشالها، وتشمل حطاما أزرق عليه اسم شركة مصر للطيران، وقماشا من أحد المقاعد، وسترة نجاة صفراء اللون.
وسوف يكون تحليل الحطام وانتشال الصندوقين الأسودين ضروريين لتحديد سبب الحادث، الذي يمثل ثالث ضربة لقطاع السياحة في مصر منذ تشرين الأول/ أكتوبر. وما زال القطاع يعاني؛ بسبب الاضطرابات السياسية بعد الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011.
البحث عن الصندوقين الأسودين
وقال المتحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية، التي تساعد تحقيقا مصريا رسميا في الحادث: "هذه الرسائل لا تسمح بأي شكل بالقول ما الذي يمكن أن يكون تسبب في انبعاث دخان أو نشوب حريق على متن الطائرة".
وأضاف أن الأولوية الآن هي العثور على جهازي تسجيلات رحلة الطائرة، ويشملان تسجيل الصوت في قمرة القيادة وبيانات رحلة الطائرة أيرباص ايه 320.
وقال محققون مصريون إنهم يحللون ما حصلوا عليه من بيانات، ومنها إشارات أرسلت من الطائرة، لكن من المبكر إصدار أحكام بشأن الحادث.
وأضاف المحققون في بيان: "من المبكر جدا إصدار الأحكام أو الاعتماد في القرار على مصدر وحيد للمعلومات، مثل رسائل (أكارس)، التي هي إشارات أو مؤشرات قد يكون لها أسباب مختلفة، وبالتالي فهي تحتاج إلى المزيد من التحليل".
وقال خبير غربي على دراية بالتقديرات البحرية إنه يعتقد أن الطائرة سقطت في جزء عميق من مياه البحر المتوسط يتراوح عمقه بين 2000 و3000 متر.
ونقلت صحيفة الأهرام المصرية، المملوكة للدولة، عن رئيس لجنة التحقيق قوله إن التقرير المبدئي في الحادث سيصدر بعد شهر.
وقال أيمن المقدم، رئيس اللجنة، إن التقرير "سيصدر بعد شهر، متضمنا كل المعلومات والبيانات التي تم جمعها حتى تاريخ صدوره".
وقال وزير الطيران المدني المصري، شريف فتحي، للصحفيين إن هناك تحديا إضافيا يواجه عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين هو عمق المياه في منطقة سقوط الطائرة، مشيرا إلى أنه يعتقد أن عمق المياه في هذه المنطقة يصل إلى 3000 متر.
وأضاف فتحي أنه لم يتم انتشال أي أجزاء مهمة من الطائرة المنكوبة حتى الآن.
ويقول تقرير عن حادث سقوط طائرة تابعة لشركة أير فرانس في المحيط الأطلسي، عام 2009، إن هذا العمق يعني أن الذبذبات التي يصدرها الصندوق الأسود، التي تساعد في تحديد مكانه، وتستمر 30 يوما، تنطلق من أبعد مكان لرصدها من سطح الماء، ويستلزم استخدام أجهزة صوتية، كتلك التي تستخدم في المراحل الأولى من البحث.
وأرسلت بيانات الرحلة من خلال نظام يعمل تلقائيا، يسمى نظام إبلاغ وتوصيل اتصالات الطائرة (أكارس)، الذي يرسل بشكل روتيني بيانات الصيانة والأعطال إلى شركة الطيران التي تشغل الطائرة.
ونشر موقع الطيران (أفييشن هيرالد) سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق. وشملت الإشارات تحذيرات من دخان في المرحاض، وكذلك في أجهزة توجيه الطائرة الموجودة أسفل قمرة القيادة.
وقال خبيران في مجال سلامة النقل الجوي إن الإشارات تعني إمكانية نشوب حريق، لكن التتابع القصير نسبيا للبيانات لا يقدم دليلا على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة، كما لا يبين ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو.
وقال خبير سلامة الطيران ديفيد ليرمونت: "المسألة الآن هي ما إذا كانت النار التي تسببت في الدخان ناتجة عن عطل كهربي -تماس كهربي على سبيل المثال تسبب فيه تلف أسلاك- أو ما إذا كان شكلا ما من المتفجرات أو جهاز إشعال استخدم من قبل إرهابي لإشعال حريق أو ضرر آخر".
وكتب ليرمونت في مدونة أن بيانات أكارس تشير إلى أن الحريق انتشر بسرعة، و"يمكن أن تفسر حقيقة أنه لم تكن هناك إشارة استغاثة".