نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن جمال جعفر الإبراهيمي الذي يقود
مليشيات الحشد الشيعية في
العراق، والذي بات بمثابة الحليف المهم لأمريكا في حربها ضدّ
تنظيم الدولة خاصة في مدينة الفلوجة العراقية. ورغم تعاونها معه، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من علاقته الوثيقة بطهران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه في صفوف الجيش العراقي والجماعات شبه العسكرية، التي تحاول سد النقص في أسلوب وكفاءة القوات النظامية؛ يحظى هذا الرجل بكامل الاحترام ويطلق عليه لقب "المهندس".
وأضافت الصحيفة أن الحكومة العراقية تدين له بالعرفان؛ ففي حزيران/ يونيو 2014، بعد استيلاء تنظيم الدولة على الموصل، قام الإبراهيمي وقواته بقطع الطريق المؤدية إلى بغداد. وفضلا عن ذلك، ساهم هذا الرجل في منع استيلاء تنظيم الدولة على العاصمة العراقية.
واليوم، تقف مليشياته على مقربة من الفلوجة، وعلى أهبة الاستعداد لخوض المعركة ضد تنظيم الدولة؛ في الوقت الذي طلب فيه الجيش العراقي أخذ وقت راحة خلال الهجوم على المدينة، التي تقع على بعد 50 كيلومترا فقط عن بغداد. وفي هذا الوقت، تفضل القوات الأمريكية تركيز الجهود من أجل استعادة الموصل أولا.
وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي (63 عاما) ليس مرحبا به من قبل الجميع، خاصة الأمريكيين، الذين يجدون أنفسهم حلفاء له. فالإبراهيمي يتصدّر قائمة الإرهابيين المطلوبين للعدالة لدى الولايات المتحدة. كما أنه خلال سنوات الاحتلال الأمريكي في العراق، بعد إسقاط نظام صدام حسين، كان "المهندس" من بين أولئك الذين نظموا التفجيرات والكمائن ضد القوات الأمريكية.
علاوة على ذلك، فقد صدر ضد الإبراهيمي حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة بالكويت، بعد هجومين نفّذهما ضد سفارتي فرنسا والولايات المتحدة عام 1983.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه بغض النظر عن صفاته القتالية، فإن للإبراهيمي نفوذ وتأثير في المجتمع الشيعي ورئيس الوزراء العراقي. كما أن المسؤولين الأمريكيين لا يفضلون الحديث عنه، لأنهم مضطرون للعبور عبر شبكاته حتى لو تجنبوا القيام بذلك مباشرة.
وتقول الصحيفة إن هذا الرجل على يقين بأنه عنصر مهم ولا يمكن الاستغناء عنه. فمثلا، وفي الصيف الماضي، عندما أرادت القوات الجوية الأمريكية أن تنشر في بغداد أول مجموعة من طائرات "إف 16"، قوبل هذا الطلب بالرفض. ولكن فيما بعد تمكن "المهندس" من إقناع المليشيات بالتخلي عن مخيمهم لصالح الأمريكيين.
كما ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تخشى ماضيه الإرهابي، بقدر ما هي متخوفة بشأن علاقته الوثيقة بطهران. فجمال جعفر الإبراهيمي (المعروف باسم أبو مهدي المهندس) هو الرجل الملتزم والمسؤول عن الجناح المسلح للجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.
وبعبارة أوضح، فإن هذا الرجل هو قوة التدخل السريع وشبه الرسمية لإيران، في سوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن العمليات التي ينفذها الإبراهيمي وقواته، يقوم سليماني بوضع خططها. كما أنه على أرض المعركة وفي عمليات استعادة المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، يعتبر الإبراهيمي الرجل التابع لطهران، فهو بالنسبة لطهران قائد قوتها في الحرب ومفوضها السياسي في آن واحد.
فالإبراهيمي يمثل العنصر المحوري لتحقيق هدف طهران المتمثل في جعل العراق دولة تابعة لإيران.
وذكرت الصحيفة بأن "المهندس" هو المنفذ لعملية انتقام الشيعة من القبائل السنية التي انضم جزء منها إلى صفوف تنظيم الدولة. كما أن عناصر المليشيات التابعة له يبثون الرعب في صفوف الذين لا يشاركونهم العقيدة، ويقومون بإعدامهم بكل برود بحجة تأييد تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن الإجراءات الوحشية التي يقودها "المهندس" في حق السنة، تعرقل التوصل إلى طريقة مقبولة للتعايش بين السنة والشيعة، في حال القضاء على تنظيم الدولة، منبهة إلى أن هذا الرجل ساهم في نشوء وتقدم تنظيم الدولة.