عاد
مسلسل باب الحارة من جديد في جزئه الثامن محملا بجدليته التي ما تزال مستمرة منذ عدة أجزاء، سواء على الصعيد الإخراجي والفني بـ"إحياء موتى"، أو تبديل شخصية ممثلين في عدة أجزاء، وحتى الملابس التي يرتديها الممثلون، أو من ناحية الرسائل السياسية التي يبعثها بعد اصطناع شخصيات جدلية، وإقحام مواضيع خارج السياق لم تكن حاضرة في الوقت الفعلي للمسلسل، أي بداية القرن الماضي.
لم يأت نقد المسلسل هذه المرة من خارجه فقط، أي من المراقبين والناقدين، بل كان لافتا في هذا الجزء هو تمرد بعض الممثلين على الأحداث، ورمي المخرج والمشرف العام بالعديد من الاتهامات.
استغلال عواطف الناس
يقول الناقد الفني الأردني ناجح حسن، إن القائمين على المسلسل استغلوا إقبال الناس على الموروث للحياة السورية في فترة مقارعتها للاستعمار الفرنسي أوائل القرن الماضي، وحاولوا اللعب على عواطف الناس وحبهم للحياة الشامية القديمة.
ويضيف حسن في حديث مع "
عربي21"؛ أن الفترة الأولى من المسلسل كانت موفقة، لكن مع تطور الأحداث بدأ المسلسل يأخذ منحى مختلفا، ووصل الأمر به إلى أن "يحيي الموتى"، ويقدمهم بصورة مختلفة، ويعيد إنتاج الشخصيات بطريقة فجة، مشيرا إلى أنه حتى الجُمل الحوارية بالمسلسل أصبحت مكررة والأداء صار بالغ الاصطناع، وفق تقديره.
اتهام من الداخل
بدوره عبر الممثل السوري طلال مارديني، الذي يقوم بدور شخصية "الأستاذ غسان" في الجزء الثامن من السلسلة؛ عن ندمه على المشاركة بالمسلسل، متهما القائمين على المسلسل بعدم احترامه.
وقال مارديني في منشور على صفحته على "فيسبوك" في السابع من الشهر الجاري: "أنا فعلا نادم كل الندم على مشاركتي في مسلسل (باب الحارة) الجزء الثامن، ولن أعمل في أجزائه القادمة إذا استمرت شخصيتي".
وأضاف: "بعد إخلافهم معي في مواعيد التصوير وتصويري أياماً أكثر بكثير مما كان متفقاً عليه، ورغم رداءة الأجر، أتوا ليصعقوني في شارة المسلسل بوضع اسمي بطريقة سيئة جداً، ومع احترامي لكل العاملين والقائمين على العمل، وكلهم أصدقائي. ولكنهم لم يحترموني".
ولم يكن مارديني هو الوحيد الذي انتقد المسلسل، فقد عبر الممثل وائل شرف الذي قام بدور معتز على مدار الأجزاء السبعة الماضية، عن استيائه من الترويج للمسلسل مستغلين اسمه رغم خروجه من العمل.
ونشر شرف صورة من مشهد له في الجزء السادس؛ عبر صفحته على "فيسبوك" في 31 أيار/ مايو، وكتب عليها: "هي الصورة من الإعلان الترويجي للجزء الثامن مستخدمين لقطة قديمة إلي من الجزء السادس، مو مشكلة..".
أخطاء فادحة
وتعرض المسلسل لأخطاء إخراجية وصفها مراقبون بالفادحة، حيث تم تغيير أدوار ممثلين بين الأجزاء، وتم إشراك الممثل عبد الهادي الصباغ، بالجزء الثامن، رغم أنه أدى في الجزء السادس دور شيخ ضرير يدعى فهمي.
وظهر عبد الهادي، بشخصية "أبو حازم" صاحب قهوة في الحارة، وهو الأمر الذي عرض المسلسل لانتقادات واسعة.
كما تداول رواد مواقع التواصل صورة لأبي عصام في الجزء الماضي مرتدياً بنطال الجينز تحت عباءته خلال المعركة بين أهالي "حارة الضبع" وشباب "حارة اليهود".
رسائل سياسية
ويقول المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح؛ إن المسلسل عُهد عليه في الأجزاء الأخيرة استغلال شعبيته لتوضيح رسالة سياسية مؤيدة للنظام السوري، حيث إن غالبية الفنانين هم من مؤيدي النظام، فضلا عن فريق العمل ومكان التصوير في قلب العاصمة السورية دمشق.
ويضيف في حديثه لـ"
عربي21"؛ أن هذه
الدراما وفي هذه السنة أصبحت فجة حتى في رسائلها، وتحاول استغفال المشاهد، الذي بعد الانفتاح الأخير على عالم السينما، لم تعد تنطلي عليه هذه المشاهد والحيل الواضحة.
وقد رأى مراقبون أن النظام حاول ترويج رؤيته للأحداث في
سوريا، فيما يخص تنظيم الدولة تحديدا، من خلال افتعال شخصية جدلية ذات توجه سياسي، وهي شخصية سمعو.
وقد ظهر سمعو منذ الحلقة الأولى بشخصية متزمتة ومتطرفة دينيا، وغير مرغوبة بين أهالي باب الحارة. ومن المتوقع أن يتطور لأن يلعب دورا سياسيا مستقبلا.
ويعامل سمعو زوجته بطريقة سيئة، ويتذرع باسم الدين في ذلك، كما أنه يرفض استقبال صديقة زوجته اليهودية في بيته.
ترويج إسرائيلي
لم تقتصر دعاية المسلسل على قناة "إم بي سي" الفضائية، بل كان هناك ترويج إسرائيلي مجاني قام به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
ففي الفيديو الدعائي الذي نشره على صفحته في 7 حزيران/ يونيو الجاري؛ "يهنئ" أدرعي المسلمين بشهر رمضان، ويظهر جنود في التسجيل قالوا إنهم مسلمون؛ يتحدثون مع أدرعي حول الصيام، فيما هو يمازحهم بسؤاله عن المسلسل الرمضاني الذي يتابعونه، فكان الجواب "باب الحارة".
يذكر أن الجزء السابع شهد علاقة حب بين العقيد معتزّ ابن أبو عصام وفتاة يهودية تدعى سارة، انتهت بالزواج.