دعت قوات تدعمها الولايات المتحدة وتشن هجوما على مدينة منبج الخاضعة لسيطرة
تنظيم الدولة في شمال سوريا إلى تقديم مساعدات دولية للفارين من القتال يوم الثلاثاء بعدما شددوا من حصارهم للمدينة.
ويأتي الهجوم الذي يشنه تحالف (
قوات سوريا الديمقراطية) بالتزامن مع عمليات هجومية كبيرة أخرى يشنها أعداء آخرون لتنظيم الدولة على جبهات أخرى بما في ذلك القوات الحكومية السورية والعراقية. وتعتبر هذه الهجمات أكبر ضغط مستمر على التنظيم المتشدد منذ إعلانه قيام خلافة في مناطق من سوريا والعراق عام 2014.
وبدأ تحالف قوات سوريا الديمقراطية هجومه قبل أسبوعين للسيطرة على آخر أراض تحت سيطرة تنظيم الدولة على الحدود السورية التركية، وعزل الخلافة المعلنة من جانب واحد عن العالم.
وقال شرفان درويش، المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، لـ"رويترز" في بيروت عبر الهاتف، إن المجلس يحاول تقديم الرعاية للنازحين، لكنه غير قادر على تلبية احتياجاتهم.
وأضاف أن على المجتمع الدولي أن يهتم بمن تحرروا من تنظيم الدولة، مشيرا إلى عدم وجود أي منظمات إغاثة دولية في المنطقة.
وقال درويش إن مجلس منبج المدني يجلب إمدادات من مدينة كوباني الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا للنازحين لكن هذا لا يكفي.
وتشكل تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة العام الماضي، ويضم وحدات حماية الشعب الكردية القوية إلى جانب مقاتلين عرب.
وهذا التحالف واحد من عدة أطراف تخوض
الحرب الأهلية السورية المعقدة التي دخلت عامها السادس. ويضع الصراع جماعات المعارضة المسلحة في مواجهة الرئيس
بشار الأسد.
وتخوض القوات السورية الحكومية وبعض جماعات المعارضة معارك منفصلة مع تنظيم الدولة. وتتفادى قوات سوريا الديمقراطية قتال القوات الحكومية السورية وتركز على محاربة تنظيم الدولة.
تحدي نيران القناصة
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 1100 شخص فروا من منبج هذا الأسبوع إلى أراض خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحدوا نيران قناصة تنظيم الدولة على مشارف المدينة.
وقال كثيرون ممن فروا من المدينة لـ"رويترز" إن مقاتلي الدولة يحاولون منع الناس من المغادرة. وقال أحدهم إنهم يلقون القبض على من يشتبه في تعاونهم مع قوات سوريا الديمقراطية.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على آخر طريق يؤدي إلى منبج يوم الجمعة، لكنها لم تدخل بعد إلى المدينة.
وقال درويش إن القوات تضيق الخناق على منبج، مضيفا أن القتال مستمر على مشارف المدينة.
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على 105 من القرى والمزارع حول منبج منذ بدء العملية.
وأضاف أنه منذ بدء الهجوم يوم 31 أيار/ مايو قتل 49 مدنيا جراء الضربات الجوية التي شنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة داخل وحول منبج، بينما قتل 19 مدنيا على يد تنظيم الدولة.
وتابع أن ما لا يقل عن 246 من مقاتلي التنظيم المتشدد و29 من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا.
وتحاول القوات الحكومية السورية وقوات متحالفة معها تحقيق تقدم في مواجهة تنظيم الدولة جنوب غربي الرقة، وهي معقل التنظيم الرئيسي في سوريا. وقال المرصد إن القتال الذي دار يوم الاثنين بين أثريا والطبقة أسفر عن مقتل 11 جنديا حكوميا و17 من مقاتلي "داعش".
وتتلقى القوات الحكومية وحلفاؤها دعما من سلاح الجو الروسي منذ أيلول/سبتمبر العام الماضي، وهو ما ساعد على تحويل الدفة لصالح الأسد.