محلل أمريكي: لا صلة لـ"داعش" بهجوم أورلاندو.. ولهذا تبناه

استبعد محلل سياسي وأمني أمريكي، في تصريحات له الثلاثاء، وجود صلة بين هجوم مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية، وتنظيم الدولة.
 
وأوضح المحلل السياسي في شبكة "سي أن أن" الأمريكية تيم ليستر، أن تبني تنظيم الدولة للهجوم "ادعاءات تبدو انتهازية"، وفق قوله.

وكانت وسائل الدعاية التابعة لتنظيم الدولة سارعت لربط مجموعة الهجمات الأخيرة في مدينة أورلاندو الأمريكية بمقتل الشرطي وشريكته في العاصمة الفرنسية.

وعلق المحلل الأمريكي بالقول إن ذلك ربما دليل على الضعف وليس القوة، موضحا أن الدلائل تشير حتى الآن إلى أنه في كلتا الحالتين لم يكن لمنفذي الهجومين أي اتصال مع التنظيم، حتى إذا تعهدوا بالولاء لزعيمه. 

وأشار إلى أن منفذ هجوم إطلاق النار في مدينة أورلاندو مستهدفا المثليين، اتصل بالشرطة أثناء الحادث معلنا ولاءه لتنظيم الدولة.

وكانت إذاعة "البيان" التابعة للتنظيم وصفت متين بأنه "أحد جنود الخلافة في أمريكا". ونشر موقع "أعماق" الذراع الإعلامية للتنظيم، مقطع فيديو معدلا يقول فيه العروسي عبدالله، الذي قتل شرطيا فرنسيا وشريكته في منزلهما في بلدية ماينانفيل في فرنسا، الاثنين: "أتعهد بالولاء لأميري أبي بكر البغدادي"، بعد اعترافه بقتل الضحيتين.

ولفت ليستر إلى أن تلك المزاعم لم يشر أي منها إلى علاقات سابقة بين تنظيم الدولة ومنفذي الهجومين، واستعان بتصريحات مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، الذي قال إن متين أدلى بتعليقات تدعم العديد من الحركات المتطرفة والأفراد، التي "تضيف قليلا من التشويش حول دوافعه"، وفق تعبيره.

وقال كومي: "حتى الآن لا نرى أي مؤشر على أن (هجوم أورلاندو) كان مؤامرة موجهة من خارج الولايات المتحدة، ولا نرى أي دليل على أنه كان جزءا من أي نوع من الشبكات (الإرهابية)". 

اقرأ أيضا: منفذ هجوم أورلاندو كان من رواد ملهى المثليين

ودلل على حديثه أيضا من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء، إذ قال إن الولايات المتحدة ليس لديها "أي معلومات تشير إلى أن مجموعة إرهابية أجنبية وجهت هجوم أورلاندو".

لذلك، يُرجح محلل "سي أن أن" الأمني، ليستر، أنه بصرف النظر عن الحقائق، فإن تنظيم الدولة ينتهز هذه الهجمات في وقت يعاني فيه من نكسات، إثر تقلص أراضيه الأساسية وارتفاع معدل فرار عناصره.. إذ أصبح التنظيم أكثر تحفظا بشكل ملحوظ حول خسائره الحالية في الأراضي الأساسية، في الفلوجة والقرى حول الموصل في العراق، والرقة في شمال سوريا، وسرت في ليبيا، بحسب قوله.

القيادي والمتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، دعا في تسجيل صوتي في 21 من أيار/ مايو الماضي، إلى مزيد من الهجمات التي أطلق عليها اسم "الذئاب المنفردة" ضد "الغرب" خلال شهر رمضان الجاري. 

وقال العدناني في رسالة سابقة، متوجها بالحديث للأوروبيين: "ستدفعون الثمن، عندما تمشون في شوارعكم، تتلفّتون حولكم خوفا من المسلمين، ولا تأمنون حتى في غرف نومكم، ستدفعون الثمن، عندما تنكسر حملتكم الصليبية هذه، ونغزوكم على إثرها في عقر داركم، فلا تعتدون على أحد بعدها أبدا، ستدفعون الثمن، وقد أعددنا لكم بإذن الله ما يسوؤكم".

يذكر أن هجوم إطلاق النار في ناد ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو، أسقط 49 قتيلا وتسبب في إصابة 53 آخرين، صباح الأحد الماضي، واتصل المنفذ بالشرطة أثناء الحادث معلنا ولاءه لتنظيم الدولة.

وقتل بعدها شرطي وشريكته في فرنسا، في منزلهما في بلدية ماينانفيل، في هجوم تبناه أيضا تنظيم الدولة.

ولفتت شبكة "سي أن أن" أخيرا إلى أن تنظيم الدولة يأمل من هذه الهجمات أن المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية سيتم اضطهادهم والارتياب منهم، ما يُشعل حربا دينية.

اقرأ أيضا: منفذ عملية أورلاندو وضع مسلمي منطقته بمعاناة دائمة