تمكنت الفصائل المقاتلة بالساحل السوري من شن هجوم معاكس فجر الجمعة؛ على المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام خلال اليومين الماضيين في
جبل التركمان، بريف
اللاذقية، حيث استعادت السيطرة على عدد من المواقع والتلال الاستراتيجية، مثل برج وقرية الحياة وقرية الصراف، في حين لا تزال المعارك مشتعلة على أغلب جبهات جبل التركمان.
وتتزامن الاشتباكات مع قصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، من قوات النظام؛ على قرى الجبل التي تخضع لسيطرة الثوار.
وفي حديث لـ"عربي21" مع القائد العسكري للواء النصر التابع للفرقة الأولى الساحلية، أبو خالد غندور، أكد أنه بعد أن سيطرت قوات النظام صباح الخميس؛ على قرية عين عيسى بشكل كامل، مع القصف العنيف لقوات النظام على مواقع الثوار في برج الحياة وقرية الحياة وقرية كلز والصراف، أُجبر الثوار على الانسحاب من تلك المناطق لأنها أصبحت مكشوفة بشكل كبير على مراصد النظام.
وعلى أثر ذلك، جمعت الفصائل العسكرية الموجودة بجبل التركمان لشن هجوم معاكس. وبعد تمهيد من الثوار بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة منذ منتصف ليل الخميس حتى ساعات الصباح الأولى من الجمعة، بدأ عناصر الاقتحام مع فجر اليوم.
وأوضح أبو خالد أنه خلال ساعات قليلة تمكن الثوار من استعادة عدد من النقاط، وبسطوا سيطرتهم على عدد من القرى، فيما قتل العشرات من جنود النظام، وتم اغتنام أسلحة وذخائر، منها رشاش 23، في محيط برج الحياة.
كما تقدم الثوار باتجاه قرية عين عيسى وقرية كلز، آخر النقاط التي خسروها يوم الخميس.
يأتي هذا بالتزامن مع قصف متبادل بين الثوار وقوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة، بحسب أبي خالد، الذي أضاف أن نظام الأسد يسعى للسيطرة على القرى المتبقية بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، لتأمين مدن الساحل، والتقدم باتجاه مدينة جسر الشغور بريف إدلب.
من جهته، أكد أبو حمزة، القيادي في جبل التركمان، أن الثوار تمكنوا خلال المعارك الجارية؛ من تدمير راجمة صواريخ وتفجير مستودع للذخيرة على برج زاهية بعد استهدفه بصواريخ غراد.
وأوضح أن قوات النظام تسعى إلى تحقيق أي تقدم على مختلف جبهات
سوريا للحفاظ على الدعم الروسي.
وأضاف لـ"عربي21"؛ أنه بعد فشل قوات النظام في التقدم على محور كبانة (من أكثر القمم ارتفاعا في جبال الساحل)، حاولت التقدم من محور تلة الحدادة، وعند فشلها أيضا، عملت على التقدم من محور قرية عين عيسى بجبل التركمان، وهي التي فشلت في اقتحامها أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي وخسرت أعدادا كبيرة من عناصرها.
وقد عاد الهجوم الخميس، وبأعداد كبيرة، ما أجبر الثوار على الانسحاب من القرية.
لكن الثوار، بحسب أبي حمزة، وبعد استعادة النقاط التي فقدوها الخميس، يضغطون الآن على قوات النظام التي تحاول الانسحاب تحت ضربات الثوار، بسبب التقدم السريع الذي يحققه المقاتلون في هذه الساعات.
يذكر أن قوات النظام سيطرت على أغلب مناطق ريف اللاذقية المحرر من جبلي الأكراد والتركمان خلال الأشهر الماضية، بدعم جوي روسي كثيف، وهي تحاول الآن بسط سيطرتها على ما تبقى من قرى الريف.