نشر موقع "هافينغتون بوست" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن تأثير المشاكل الصحية لرموز السلطة السياسية وقيادات الشرق الأوسط، وخصوصا القيادة الشيعية في لبنان وإيران على استقرار المنطقة.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إنّ الشيخوخة التي تصيب القيادة السياسية في الشرق الأوسط وتزايد المشاكل الصحية لرموزها، يمثل مؤشرا لا يقل خطورة عن تنظيم الدولة، في الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار نحو الحرب على الإرهاب.
وذكر الموقع أنّ المرشد الأعلى
الإيراني، علي خامنئي، الذي يُجسد السلطة العليا في إيران، يشكو منذ فترة من إصابة بمرض السرطان، وقد تسبب غيابه عن السلطة، الذي كان نتيجة العجز عن أداء مهامه بصفة عادية، في خلق فراغ كبير داخل السلطة الإيرانية، ما أدى إلى ظهور صراع بين التيارين الإصلاحي والمحافظ.
وأشار الموقع إلى أن إيران تشهد احتقانا كبيرا بين الأطراف الفاعلة سياسيا، خاصة فيما يتعلق بمسألة الحرب السورية التي عادت لتثير جدلا بين الحرس الثوري الإيراني ورئاسة الجمهورية ممثلة في علي روحاني، وتزامن هذا التوتر مع فرض رقابة صارمة على المجتمع المدني للحد من الانتقادات الموجهة للسلطة الإيرانية حول دعمها للنظام السوري.
وأضاف الموقع أنّ مرض علي الخمنائي، والتوترات الداخلية في قمة هرم السلطة السياسية في إيران، تنذر بانفجار الوضع الداخلي في ظل مرض الرموز القيادية للنظام الإيراني، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة قد تتجاوز الساحة الداخلية لتؤثر على منطقة الشرق الأوسط عموما.
وذكر الموقع أنّ
حزب الله الذي يمثل دولة داخل الدولة في لبنان يعاني بدوره من علة أصابت رأس السلطة السياسية التي يمثلها أمينه العام، حسن نصر الله، الذي يرجح البعض أنه أصيب بمرض السرطان، تماما مثل علي الخمنائي.
وأضاف الموقع أنّ البعض يعتقد أن إسرائيل تقف وراء الإصابة المحتملة للزعيم اللبناني حسن نصر الله، المقرب من إيران، بينما يرجعها البعض الآخر لمؤامرة داخلية تستهدف قيادة حزب الله، فقد أصبح نصر الله يتجنب الظهور الإعلامي إلا في المناسبات النادرة، ولذلك فقدرة حزب الله الذي يلتف حول شخص حسن نصر الله على التعافي أصبحت تمثل هاجسا حقيقيا لإيران، الحليف الاستراتيجي لحزب الله في لبنان.
وأشار الموقع إلى أن حزب الله يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني له، مقابل دخوله في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد، وهو ما لم تغفره القيادات غير الشيعية في لبنان لحزب الله.
وذكر الموقع أنّ الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة لفلسطين، التي يحاول محمود عباس إحكام قبضته على السلطة فيها رغم تقدمه في السن، في الوقت الذي تواجه فيه
فلسطين تحديات عديدة، وانقسامات سياسية مختلفة.
وأضاف الموقع أن محمود عباس، الذي يبلغ من العمر 81 سنة، والذي تولى السلطة منذ سنة 2005، لا زال غير مستعد للتنحي عن السلطة رغم نهاية ولايته، وهو ما يمكن أن يجعل الأمر أكثر تعقيدا في ظل غياب رؤية واضحة حول القيادة المستقبلية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.
وذكر الموقع أن الصراع بين حركتي فتح وحماس المستمر منذ سنوات، ذهب ضحيته الشعب الفلسطيني الذي لا زال يطمح لإنهاء هذا الصراع المرير بين الأشقاء لتحقيق مشروعه الوطني الطموح.
وأشار الموقع إلى أن دور روسيا في ظل الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط يبدو واضحا، فموسكو لا تؤكد في المناسبات الرسمية دعمها لإيران، باعتبار خشيتها من انفجار غير منتظر للوضع بسبب الخلافات العديدة التي تحكم علاقة إيران بإسرائيل في ظل نفوذها المتزايد في الحرب السورية.
وفي الختام، قال الموقع إنّ المؤتمرات الدولية، ومقررات الأمم المتحدة ولعبة التحالفات الاستراتيجية لا يمكن أن تكون لوحدها كفيلة بوضع حد للصراعات الإقليمية التي أنهكت منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات.