ما أن تتجول بين شوارع مخيم الزعتري للاجئين السوريين والذي يبلغ عدد قاطنية ما يقارب 80 ألفا موزعين على 12 قطاعا، حتى تصادفك محلات الحرف والمهن المختلفة التي حملها السوريون معهم إلى مخيم اللجوء القابع في الصحراء الأردنية قرب الحدود السورية.
فسوق مخيم الزعتري الذي يتعارف عليه لاجئو المخيم بشارع الشانزليزيه، يضم ما بين 3000 إلى 3500 من المحلات الحرفية والمهنية التي أنشأها أصحابها من الصفيح، للمساهمة بسد حاجات أسرهم المعيشية، وتخفيف عناء حياتهم اليومية.
أبو خالد الحوراني، لاجئ سوري من محافظة درعا، قال لـ"
عربي21": "استطعت أن أنقل مهاراتي في أعمال الحدادة والنجارة إلى المخيم؛ لأنني رأيت الكثير من التوالف والقطع الخشبية، فقمت بتحويلها إلى أدوات يستفيد منها جميع الناس في المخيم،كغرف للنوم لمن يريد أن يتزوج في المخيم من الشباب (العرسان)، وكراسي للجلوس من الخشب والحديد، وخزائن للملابس وحافظات للأدوية".
ومن جهته، قال الشاب قصي الحمصي إنه توجه للعمل في حرفة الحلاقة منذ أكثر من سنتين داخل المخيم، "لأقدم خدماتي للصغار والكبار، إضافة إلى سد حاجات منزلي وأموري الشخصية التي لا تتوفر في باقي الأماكن بالمخيم".
وأشار قصي في حديثه لـ"
عربي21"؛ إلى أنه "لا يبخل" على من يأتي إليه من سكان المخيم من أجل الحلاقة ولا يملك المال الكافي، مضيفا: "نحن إخوة وأبناء وطن واحد وألمنا واحد، وأنا صاحب حرفة يجب أن أراعي أمور وأحوال الناس في ظل هذه الظروف الصعبة".
وفي سياق متصل، تحدث صانع الحلويات حسان العاصي، من ريف درعا، عن مهنة صناعة الحلويات التي رافقته منذ الصغر، وقال إنه يتقن صنع كافة الحلويات العربية والإفرنجية حتى في صحراء مخيم الزعتري. وقد فتح العاصي محلا للحلويات في المخيم، لتلبية كافة المناسبات في الزعتري.
ونوه العاصي في حديثه لـ"
عربي21"؛ إلى أنه يستقبل الشباب في المخيم ممن لديهم الرغبة في العمل، من أجل مساعدة أسرهم وتلبية حاجاتهم الحياتية اليومية.
من جهته، قال أبو محمد، من ريف دمشق، إنه يعمل في مهنة تصليح الدراجات الهوائية، مضيفا لـ"
عربي21": "تابعت عملي بهذه المهنة في المخيم مع انتشار الدراجات فيه بشكل كبير، واستطعت أن أفتح محلا من الكرافانات المتنقلة، ولم أتخل عن هذه المهنة لأنها مصدر رزقي وعائلتي".
والجدير بالذكر أن المفوضية السامية لشؤون
اللاجئين تعمل على تشجيع اللاجئين داخل المخيم على العمل في التجارة والمهن الأخرى، وذلك بهدف الحد من المشكلات من خلال إشغال سكان المخيم بالعمل.