قال العاهل السعودي الملك سلمان إن المملكة ستضرب "بيد من حديد" كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب، وذلك بعد يوم من هجمات انتحارية منسقة فيما يبدو وقعت في ثلاث مدن سعودية.
وقال الملك سلمان في كلمة بمناسبة عيد الفطر: "أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها، وهم الشباب، من المخاطر التي تواجههم، وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة، التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة، تتنافى مع الفطرة السوية ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية".
وأضاف: "المملكة عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال".
وقتل أربعة من رجال الأمن في هجمات يوم الاثنين، التي استهدفت دبلوماسيين أمريكيين في جدة، ومصلين شيعة في القطيف، ومقرا أمنيا عند المسجد النبوي في المدينة المنورة. وبدا أن الهجمات نسقت بحيث تتزامن مع اقتراب عيد الفطر.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، التفجير عند
الحرم النبوي بأنه هجوم على الإسلام نفسه، وعبّر كثير من المسلمين عن صدمتهم لاستهداف ثاني الحرمين الشريفين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن
تنظيم الدولة نفذ عددا من التفجيرات المماثلة في المملكة على مدى العام الأخير، مستهدفا الشيعة وقوات الأمن السعودية.
وقال الأمير زيد عبر متحدث في جنيف: "هذا واحد من أقدس الأماكن في الإسلام، ويمكن اعتبار مثل هذا الهجوم، الذي وقع هناك خلال رمضان، هجوما مباشرا على المسلمين في كل العالم... هو هجوم على الدين نفسه".
هجوم أذهل المسلمين
هجوم المتشددين في المدينة ليس له سابقة. أما مكة، فشهدت هجمات نادرة جدا. ويطلق ملوك أسرة آل سعود على أنفسهم لقب "خادم الحرمين الشريفين"، في حين يقول تنظيم الدولة إنهم انحرفوا عن صحيح الدين، وأعلن عزمه على إسقاطهم.
وأذهل الهجوم السعوديين، بل والمسلمين في أنحاء العالم.
وكتب رجل الأعمال السعودي خالد بن محمد الشثري في حسابه على تويتر: "أعتذر من الجميع هذا العيد إن لم أقم بالتهنئة بحلول عيد الفطر؛ لأني فجعت هذا المساء بوفاة خمسة من إخوتي وإصابة أربعة وهم يحمون أطهر البقاع".
وأدانت إيران -القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة- الهجمات.
وسعى ولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي يقود جهود مكافحة الإرهاب في المملكة، لتهدئة المواطنين بعد الهجمات.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عنه أثناء تفقد جرحى أصيبوا في هجوم جدة: "أمن الوطن بخير، وهو في أعلى درجاته، وكل يوم ولله الحمد يزداد قوة".
وينسب إلى الأمير محمد الفضل في إنهاء حملة تفجيرات قادها تنظيم القاعدة في المملكة بين عامي 2003 و2006.
ويقول مسؤولو الأمن السعوديون إن أنصار تنظيم الدولة داخل المملكة يتحركون بشكل مستقل أساسا عن التنظيم الموجود في العراق وسوريا.
وحذر الشيخ صلاح البدير إمام المسجد النبوي الشبان السعوديين من أن تغويهم أفكار التنظيم التي وصفها بالخبيثة. وقال إن المفجر الانتحاري كافر باع نفسه لأعداء دينه ووطنه.