وصف الرئيس الأمريكي باراك
أوباما الوضع الأمني في أفغانستان بأنه خطير وقال اليوم الأربعاء إنه سيأمر ببقاء حجم
القوات الأمريكية في أفغانستان عند 8400 جندي حتى نهاية فترة ولايته بدلا من تقليلها إلى 5500 بحلول نهاية العام كما كان مخططا.
وكان البيت الأبيض تعهد بإبقاء 5500 جندي في 2017 في عدد محدود من القواعد بينها باغرام قرب كابول وجلال أباد في شرق البلاد وقندهار في جنوبها.
وفي بيان ألقاه بالبيت الأبيض، قال أوباما إن دور القوات الأمريكية في أفغانستان - وهو تدريب أفراد الشرطة والجنود الأفغان وتقديم المشورة لهم ودعم عمليات مكافحة الإرهاب ضد حركة طالبان وجماعات أخرى - لن يتغير. وتنتهي ولاية أوباما في كانون الثاني/يناير.
ولا تزال خطة أوباما تدعو لخفض مستويات القوات الأمريكية من الرقم الحالي وهو نحو 9800 جندي لكن الخفض لن يكون بالحجم الذي كان مخططا له.
وقال أوباما - الذي تولى منصبه في 2009 متعهدا بتقليص حجم حربي الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان - إنه أنهى المهام القتالية الأمريكية في أفغانستان لكنه أقر بأن المخاوف الأمنية قائمة.
وقال أوباما: "الوضع الأمني في أفغانستان لا يزال خطيرا. طالبان لا تزال تشكل خطرا وكسبت أرضا في بعض المناطق".
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن طالبان تسيطر الآن على مساحة من الأراضي في أفغانستان أكبر من أي وقت منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001. ولتنظيم الدولة وجود محدود في البلاد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن قرار أوباما يحافظ على التزامات الولايات المتحدة تجاه شركائها الأفغان.
وقال في بيان: "الولايات المتحدة حافظت على التزام راسخ تجاه شركائنا الأفغان وقرار الرئيس أوباما اليوم يتماشى بشكل قاطع مع هذا الالتزام الدائم".
وأثار قرار أوباما الذي اتخذ بعد مراجعة قدمها الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان بعض الانتقادات من داخل وخارج الإدارة الأمريكية.
وقال بعض المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) إن القرار لا يفيد بشيء في التعامل مع الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي تحدث بشرط عدم نشر اسمه: "إنه أمر مخيب للآمال أن تفكر هذه الإدارة بأن أعداد الجنود هي بديل عن استراتيجية أكثر شمولا... هذا ليس التخفيض الذي كان يبدو أن البيت الأبيض يريده ولا هو العدد الراهن الذي لا يبدو كافيا للتعامل مع المشكلة الأمنية".
وانتقد ماك ثورنبيري الرئيس الجمهوري للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب ما وصفه بأنه سقف جديد لمستويات القوات الأمريكية
وقال ثورنبيري في بيان: "حان الوقت ليكون الرئيس صريحا مع الشعب الأمريكي بشأن ما سيتطلبه الأمر حقا لتحقيق أهدافنا في أفغانستان".
وتحدث أوباما قبل قمة لحلف شمال الأطلسي يومي الجمعة والسبت في العاصمة البولندية وارسو حيث من المتوقع أن يجدد أعضاء التحالف دعمهم لحكومة كابول.
وإلى جانب القوات الأمريكية يوجد نحو 3 آلاف جندي دولي في أفغانستان.