أكد المجلس الثوري
المصري أن "ما حدث بمجزرة الحرس الجمهوري كان نقطة فاصلة في تاريخ مصر، فقد ظهرت حقائق حاول الكثير أن يخفيها عقودا طويلة، ولكن رصاصات الحرس الجمهوري كان صوتها أعلى من الجميع وأعلنت أن ما يسمى بجيش مصر لم يعد أبدا جيشها".
وقال – في بيان له مساء الجمعة- إن "الشهداء المئة في
مجزرة الحرس الجمهوري من أطفال ونساء ورجال كانوا يفترشون الشوارع دفاعا عن حقهم الذي دهسته الدبابة، ولم يدر بخلد أحد منهم أن المجرمين لن يتورعوا عن دهسهم تحت جنازير دباباتهم، حتى يعيدوا استعباد شعب مصر".
وتابع: "في مثل هذه الأيام منذ سنوات ثلاث انطلقت أولى الرصاصات المعلنة من فوهات بنادق ما يسمى بالجيش المصري تجاه المعتصمين عند دار الحرس الجمهوري، وبعد عشرات الآلاف من الرصاصات المجهولة التي أودت بآلاف القتلى والجرحى منذ كانون الثاني/ يناير 2011 أعلن المجرم عن نفسه بعدما قرر إظهار وجهه العفن بكل ما يحمل من حقد وكره للشعب المصري الذي لم يطلب سوى العدالة والكرامة والحرية وقرر إسكاته للأبد".
ونعى المجلس الثوري المصري ضحايا مجزرة الحرس الجمهوري، متعهدا لذويهم بأن "المجرمين سيُحاكمون ويقتص منهم مهما طال الزمن، وأن صوت الثورة لن يموت".
وتقدم المجلس الثوري "بأسمى آيات التقدير والعرفان للثوار الأحرار الذين علا ويعلو صوتهم على صوت الرصاص، ولم يقبلوا الدنية في دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم".
بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين المصرية طلعت فهمي: "لقد كشفت تلك المذبحة بوضوح نهج الانقلابيين الدموي في التعامل مع رافضي حكم العسكر، وأكدت استباحتهم لأرواح أبناء وطنهم، وتحول عقيدتهم من حماية الحدود وحراسة الشعب إلى أداة لقمعه وقتله".
واستطرد "فهمي" قائلا في بيان له: "كما سطرت دماء الشهداء الطاهرة صفحة مضيئة في تاريخ مصر، بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في الثبات والتضحية انتصارا لقيم الحرية والعدالة والكرامة".
وتابع: "الإخوان المسلمون وهم يتذكرون مع كل الأحرار مشاهد تلك المجزرة البشعة يعاهدون الله ثم شهداءها - وكل شهداء الثورة - على أنهم لن ينسوا أبدا تلك الحقوق أو يتهاونوا فيها، فأبشروا أيها الأبطال بيوم قريب يحقق فيه الثوار القصاص العادل من كل من امتدت أيديهم غدرا ضد المصريين ويقضي الله وعدا كان مفعولا".
وعقب الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، احتجزت القوات المسلحة
الرئيس مرسي في مكان مجهول تمهيدا لمحاكمته، لكن ترددت أنباء بوجوده في مقر وزارة الدفاع وأخرى أكدت وجوده بدار الحرس الجمهوري، مما أدى لتوافد المعتصمين على مبنى الحرس الجمهوري والتمركز أمامه.
وفي فجر يوم 8 تموز/ يوليو 2013 قامت قوات من الجيش المكلفة بحراسة مبنى الحرس الجمهوري بالقاهرة بإطلاق الأعيرة النارية والغاز والخرطوش على آلاف المعتصمين أمام نادي الحرس الجمهوري وهم يؤدون صلاة الفجر، وبالتحديد في الركعة الثانية من الصلاة. وأسفرت هذه المجزرة عن وفاة أكثر من 53 بينهم حمسة أطفال، وأصابت أكثر من 435 برصاص حي وخرطوش.
فيما أكد تسريب صوتي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال حديث له مع رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم"، أن الرئيس مرسي كان في دار الحرس الجمهوري حتى يوم 8 تموز/ يوليو، ونقل بعد وقوع المجزرة مباشرة لمكان غير معلوم.