نجحت
المعارضة السورية متمثلة بالهيئة الشرعية في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في
حمص المدينة، الثلاثاء، في إلقاء القبض على خلية أمنية "نائمة" جندها النظام السوري في وقت سابق داخل الحي، في حادثة لا تعد الأولى من نوعها، إذ إن المعارضة السورية كشفت عن خلايا سابقة تعمل لصالح النظام من بين أفرادها نساء ومقاتلون من الجيش الحر.
الناطق باسم مركز حمص الإعلامي "محمد الحمصي" أكد اعتقال الهيئة الشرعية العاملة في حي الوعر يوم أمس مجموعة من المتعاونين والمجندين لصالح النظام السوري بينهم عدد من النساء، إثر عملية مداهمة نفذتها عناصر من الهيئة لأحد المنازل في الحي.
الحمصي قال لـ "
عربي 21" في تصريح إن "عملية المداهمة للمنزل جاءت عقب عملية متابعة استمرت عدة أيام لأفراد الخلية الأمنية، وعثرت عناصر الهيئة الشرعية عقب عملية المداهمة على سلاح، وعدد من الشرائط المصورة التي تثبت تورط المجموعة بالتعامل مع قوات النظام وكذلك تورط النساء المجندات في هذه التسجيلات".
ونوه المتحدث الإعلامي إلى أن الخلية الأمنية كان قد أوكل لها مهمة تنظيم أعمال تحريضية ضد الثوار في الحي كاتهامهم بالخيانة، أو الهتاف في مظاهرات لطرد كتائب المعارضة من الحي مقابل إدخال القوات السورية إليه، وكذلك تقليب الأهالي وتحريضهم بأن أي عمل عسكري للمعارضة ضد النظام هو عمل خاسر، مستعينين في ذلك بالحصار القاسي المفروض من قبل حواجز النظام على الحي في كافة الأصعدة الطبية والغذائية والإنسانية.
وأكد المصدر بأن الهيئة الشرعية في حي الوعر ما زالت تلاحق بقية أفراد هذه الخلية المتورطين من قريب أو بعيد، كما عملت الهيئة على استصدار قرار صارم تمنع من خلاله أي عملية شراء أو بيع للسلاح مهما كان نوعه أو حجمه دون الرجوع للهيئة لمنع عمليات الهروب خارج الحي، وتسليم السلاح للنظام عن طريق التسويات.
"الحمصي" نوه إلى أن عمليات اعتقال خلايا تابعة للنظام السوري تكررت في وقت سابق، حيث ألقي القبض على عدة خلايا ممن كانوا يعملون سابقا مع الجيش الحر، وتم التحقق والتثبت عبر رصدهم ومتابعة الجيش الحر بالتعاون مع الهيئة الشرعية وكان على رأسهم المدعو "أدهم رجوب" وشقيقه الذي تم قتله، بعد رصد عدة مكالمات هاتفية مع المخابرات الجوية وأمن الدولة التابعين للأسد بهدف تنفيذ عمليات اغتيال بحق قادة عسكريين وعلماء دين عن طريق قناصة وصولاً إلى تفخيخ سيارات وتفجيرها أمام مساجد خلال أداء الصلوات.
حي الوعر في حمص المدينة يعد آخر معاقل المعارضة السورية فيها، ويضم قرابة مائة ألف مدني بينهم نازحون من مناطق في ريف المحافظة، كما يتعرض الحي لحصار خانق من قبل النظام السوري وميليشيات شيعية موالية له رغم توقيعه لاتفاق هدنة، وخروج المقاتلين المتشددين منه عبر اتفاق مع النظام السوري جرى برعاية أممية.
كما يعاني الحي المهادن كبقية المناطق التي وقعت على تهدئة مع النظام السوري من
حصار خانق فرضته حواجز النظام السوري على المدنيين، مانعة خروج أو دخول أي شخص ما عدا الموظفين والطلاب، فيما تدخل للحي بعض المواد الغذائية بشكل قليل للغاية لا يتناسب مع مطالب الأهالي بضرورة كسر الحصار.
فيما وصلت الهدنة الموقعة بين المعارضة والأسد إلى طريق مسدود بسبب تنصل الأخير من ملف المعتقلين في سجونه، وكذلك تشبث الأهالي والهيئات المعارضة بضرورة إطلاق سراح المعتقلين قبل البدء بتنفيذ بقية بنود الهدنة المتفق عليها.