أعلنت جماعة الإخوان المسلمين
المصرية رفضها للكيان الجديد المرتقب ظهوره خلال الفترة المقبلة، تحت اسم “الجمعية الوطنية للشعب المصري”، والذي انفردت “عربي 21” بنشر تفاصيله، السبت قبل الماضي.
وأكد نائب المرشد العام لجماعة المسلمين المصرية إبراهيم منير أنه من غير المناسب إنشاء كيانات ثورية جديدة في الوقت الراهن، مشدّدا على تمسك الجماعة بمكتسبات ثورة يناير التي جاءت بإرادة شعبية حرة، ومنها الانتخابات الديمقراطية التي أتت بالرئيس محمد مرسي.
وأشار?—?في تصريح لـ “عربي 21”?—?إلى أن “الإخوان” يرحبون بأي جهد أو محاولة تهدف لإحداث اصطفاف حقيقي بين شركاء ثورة يناير على مختلف توجهاتهم وأطيافهم، طالما أن هذا الاصطفاف يسعى لكسر الانقلاب العسكري.
وثمن نائب المرشد العام للإخوان كافة التحركات الثورية التي من شأنها الحفاظ على الإرادة الشعبية التي تجسدت في الانتخابات التي جرت عقب 2011 وحتى حدوث الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013.
بدوره، كشف القيادي البارز بجماعة الإخوان صابر أبو الفتوح عن أن الجماعة شكلت لجنة وفريق لدراسة وثيقة الجمعية الوطنية للشعب المصري، بعدما عُرضت عليهم، وأن هذه اللجنة انتهت إلى الرفض الكامل والتام لهذه الوثيقة بعد دراستها، لافتا إلى أنه كان عضوا بهذه اللجنة، وأن هذا هو موقفهم النهائي.
وقال :” جماعة الإخوان ترفض هذه الجمعية لأنها تتنازل عن شرعية الرئيس محمد مرسي، ولأنها تتنازل عن استحقاقات ومكتسبات ثورة يناير، التي ضحى من أجلها الشعب المصري، والتي أسفرت?—?من خلال انتخابات حرة ونزيهة شهد بها العالم أجمع- عن دستور ومجالس برلمانية منتخبة بإرادة شعبية حرة”.
وأكد “أبو الفتوح” أن “الجمعية الوطنية للشعب المصري تكرس حكم العسكر، وتضع شروطا لهيمنة واستمرار العسكر في حكم مصر”، على حد قوله.
وأشار إلى ترحيب “الإخوان” بأي مبادرة أو شخص أو فصيل يدافع عن ثورة يناير، وشرعية الرئيس مرسي، ويسعى لكسر الانقلاب العسكري، وإنهاء حكم العسكر، وأن الجماعة تدعمه وتقف معه وتتبنى مواقفه وآرائه، طالما أنه يسعى لإنهاء الانقلاب، وطالما أنه يثمن ويقر بشرعية الرئيس مرسي ويسعى لاستقلال الوطن بشكل تام لينعم الشعب بالحرية والديمقراطية كاملة.
وحول مشاركة بعض الشخصيات القيادية بالإخوان في الجمعية الوطنية للشعب المصري، قال “أبو الفتوح” :” الإخوان لهم كيان تنظيمي واضح، وقادتهم معروفون للجميع، وعلى رأسهم القائم بأعمال المرشد العام الدكتور محمود عزت، ومشاركة أي شخص كان ينتمي سابقا للإخوان وتم فصله، في هذا الكيان المزمع لا يمثل الجماعة ولا يعبر عنها بأي شكل من الأشكال”.
وشدّد “أبو الفتوح” على أن المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان هو الدكتور طلعت فهمي، وأن بياناته وتصريحاته هي المعبرة عن جماعة الإخوان.
وحول أبعاد تدشين فكرة الجمعية الوطنية للشعب المصري، قال :” بحكم الواقع الذي نعيشه في مصر، لم أر أي فصيل يتحرك إلا بتوجيه مباشر أو غير مباشر من المخابرات، وإن تحرك بحسه الوطني يغلب عليه الطابع العلماني، ويتحرك بهذه الكيفية، أو أنه يتحرك من خلال داعم خارجي من خلال دولة من الدول المعادية لمصر”.
وذكر القيادي بجماعة الإخوان أن هذه الوثيقة “ترفض بشكل تام التواجد الإسلامي في الحياة السياسية المصرية، وتقصر الحياة الإسلامية في الطقوس التي يمارسها المسلمون في المساجد أو المنازل فقط”، وفق قوله.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ”عربي21"، عن أن شخصيات مصرية معارضة تعتزم الإعلان عن تدشين “كيان ثوري جامع للثورة المصرية، ليكون معبرا عنها في الداخل والخارج، تحت اسم “الجمعية الوطنية للشعب المصري”، التي تستلهم تجربة الحملة المصرية ضد التوريث، والجمعية الوطنية للتغيير، والتي ساهمت في إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك”.