اتهم الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، الجمعة، مسؤولا عسكريا أمريكيا بارزا بمناصرة الانقلابيين الذين حالوا الإطاحة به قبل أسبوعين، لينفي مباشرة بعدها المسؤول ذاته وجود علاقة تجمعه مع المتورطين.
وصرح قائد عمليات المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي الجنرال
جوزيف فوتيل، في وقت سابق اليوم أن "حملة التطهير في قوات الجيش التركي بعيد محاولة الانقلاب قد تضر بالتعاون العسكري بين البلدين"، ليرد عليه أردوغان: "عليك شكر
تركيا لضمان الديمقراطية".
وقال الرئيس التركي: "ليس الأمر متروكا لك لتتخذ مثل هذا القرار، من أنت؟ اعرف مكانك! أنت تنحاز للانقلابيين بدلا من شكر هذه الدولة لتغلبها على محاولة انقلاب".
وأضاف أردوغان: "المنتقدون يعبرون عن قلقهم على مستقبل تركيا، ولكن لماذا هؤلاء السادة قلقون؟ إذا كانوا قلقين من ارتفاع عدد المعتقلين، إذا كانوا مذنبين نؤكد لهم أن العدد سيرتفع".
وتابع: "على الإنسان أن يخجل قليلا، هل أنت مخوَّل بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟ من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك".
ودعا الرئيس التركي الجنرال الأمريكي، لتقديم الشكر لتركيا، التي أفشلت الانقلابيين، قائلا: "عليك أن تقدم الشكر باسم الديمقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم، لا سيما أنّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم (في إشارة لفتح الله
غولن المتهم بقيادة الانقلاب الفاشل)".
جوزيف فوتيل ينفي
ونفى الجنرال جوزيف فوتيل، وجود علاقة تجمعه مع ضباط تورطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا.
وقال فوتيل في بيان له، الجمعة: "أية تقارير تحدثت عن وجود علاقة لي بالانقلاب الأخير الفاشل في تركيا، هي مؤسفة وغير دقيقة"، مشددا على أن "تركيا كانت ولا تزال، شريكا غير اعتيادي وحيوي في المنطقة على مر السنين، ونحن نقدر استمرار تعاونهم (الأتراك) ونتطلع إلى شراكتنا في محاربة تنظيم الدولة".
وأعرب، الخميس، كل من مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية (سي أي أيه)، جيمس كلابر، و"فوتيل"، في ندوة بمنتدى أسبن الأمني، بولاية كولورادو، عن قلقهما من "إبعاد وإقالة عدد كبير من المسؤولين العسكريين الأتراك"، ممن تورطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الحالي، بدعوى أن ذلك "قد يعرقل التعاون التركي الأمريكي في مكافحة تنظيم الدولة".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف تموز/يوليو، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي)، حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.