تعهد رئيس الانقلاب
عبد الفتاح السيسي، مجددا، بحل
أزمة ارتفاع
سعر الدولار قائلا: "بفضل الله.. الناس اللي مخزنة الدولار هتجري بُكرة (غدا) على البنوك تفكه (تستبدله)".
جاءت تصريحات السيسي، صباح الاثنين، خلال حضوره نموذج محاكاة الدارسين في "برنامج الرئاسة لتأهيل الشباب للقيادة (PLP)"، بأحد فنادق القاهرة، بعنوان: "تقدير موقف عام للتحديات التي تواجه الدولة
المصرية: سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومجتمعيا"، وذلك تحت رعايته.
واعتبرت صحيفة "اليوم السابع" تلك التصريحات "رسالة مهمة وجهها السيسي بكل ثقة لكل الذين يحتكرون الدولار"، وفق وصفها، متجاهلة تحميل السيسي خلال كلمته للأزمة إلى الشعب، والظروف العامة في البلاد، دونا عن حكومته، ووزرائه، وسياساته.
وبحسب الصحيفة، أضاف السيسي، أن الدولار تحول خلال الخمس سنوات الماضية إلى سلعة تجارية.
وشدد على أن الحكومة تحتاج إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية لمنع أن يكون الدولار سلعة يمكن المتاجرة بها.
وحسبما نقلت عنه بوابة "أخبار اليوم"، قال السيسي أيضا: "أنا صريح وواضح.. وهدفنا واضح إن البلد ده تعيش وتكبر... وبكرة تشوفوا البلد دي هتعيش وتكبر".
ويذكر أن الأجهزة المحيطة بالسيسي حرصت على عدم نقل كلمته مباشرة على الهواء إلى التليفزيون الرسمي، على غير العادة في مثل هذه الأحداث، واكتفت بتزويد الفضائيات المختلفة بمقتطفات مما قاله.
يبرئ الحكومة ويحمل الشعب أزمة الدولار
من جهتها، نقلت صحيفة "الوطن" عن السيسي قيامه بتبرئة الحكومة وتحميل الشعب أزمة الدولار، فقال: "هناك من حوّل الدولار إلى سلع دولارية، فيقولون: "خليه في البيت لأن بكرة هيكون له ثمن أكثر"، وفي هذه الحالة تحتاج الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تنهي به هذه الطريقة في التعامل مع الدولار".
وأردف: "طول ما الدولار أصبح سلعة وقيمة في حياة المصريين هيفضل الوضع كده، ولن ينتهى الأمر إلا بنسف فكرة أن الدولار سلعة يمكن الاحتفاظ بها".
وعلل السيسي زيادة سعر الدولار خلال السنوات الخمس السابقة، بتراجع مستوى السياحة بمصر، قائلا إن جزءا من الأزمة "سياسي"، نظرا لتحذيرات بعض الدول من السفر إلى مصر.
وقال: "الإشكالية الموجودة هو قبول الناس بالحل، والأزمات في بلادنا مرت على دول كثير، وأوجدت لها حلول".
وتابع: "مسألة زي الدعم، والمشكلة الاقتصادية اللي بتقابلنا.. التحدي ليس في الإجراءات، ولكن في الرأي العام كمجتمع، هل عندنا استعداد، وأن تكون الإجراءات قاسية وصعبة".
وقال: "الوزير الموجود في أي مؤسسة هو حريص عليها، والمنظر اللي شوفته، وأكيد هيطلع جزء من الإعلام، هو وصول التحدي إلى الناس، ولا تتخيلوا أن المصريين مش محبين لوطنهم بالشكل اللي يتحملوا به الصعوبات".
واستدرك: "كل الناس مشغولة بالعمل، وتربية أولادهم، وكل الاقتصاديين يستطيعون وضع روشتة لكن الإشكالية التي تقابل متخذ أي قرار، يا ترى هل الرأي العام سيتقبل ده ولا لأ"، مشيرا إلى أن "تحسب المسؤولين من رد فعل الناس كان دائما يؤخر الإجراء"، حسبما قال.
ووجه الشكر لشباب البرنامج، داعيا إياهم إلى المشاركة في انتخابات المحليات المقبلة.
يحاكون حكومته ولا يفرقون عنها
وانطلقت فعاليات اليوم الثاني لمنتدى محاكاة البرنامج الرئاسي، بحضور السيسي، ورئيس الوزراء، شريف إسماعيل، وثمانية وزراء آخرين.
وجلس السيسي بين الطلاب، لمشاهدة نماذج المحاكاة، التي تضمنت ثماني حلقات عمل لعدد من القطاعات بالدولة بحضور الوزراء المعنيين في كل قطاع وعدد من نواب البرلمان وأعضاء المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية وشباب البرنامج.
وعرضت ممثلة وزارة الخارجية في حكومة المحاكاة أن أبرز التحديات التي واجهت مصر، كانت محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا، مشيرة إلى أنها ستجعل حكومة تركيا تنشغل في قضاياها الداخلية.
وأشارت إلى أهمية استغلال مصر لتدهور اقتصاد تركيا بعد محاولة الانقلاب في زيادة اقتصادها، بزعمها مناشدة الحكومة وضع قوانين منظمة للإعلام تفاديا للأزمات الدبلوماسية، بعد إشادة بعض الإعلاميين بما حدث من محاولة الانقلاب في تركيا.
ومن جهته، عرض وزير التجارة والصناعة في حكومة المحاكاة نموذجا لحلول بعض الأزمات، مثل ارتفاع معدلات التضخم، وأزمة الدولار، مشيرا إلى أنه يتم استيراد ثلاث مرات أكثر مما تصدر مصر، مقترحا مشاركة الشعب في تحمل المسؤولية.
"تدخلت عشان أسخن القعدة"
كما شهدت الفعاليات، عرض خبر عاجل عن حالة السيول في الإسكندرية، حيث قال محافظ الإسكندرية في حكومة المحاكاة إنه نسق مع القوات المسلحة لتقديم الدعم السريع للمناطق الأكثر تضررا.
وعقَّب السيسي على كلمة محافظ الإسكندرية في حكومة المحاكاة قائلا: "المحافظ لديه موارده يعالج بها أي مشكلة، ثم إذا كانت المشكلة تحتاج إلى دعم أكبر يطلب بعد ذلك من الحكومة، فالمحافظ هو رئيس جمهورية المحافظة، وهناك بالطبع تنسيق بين المحافظة والحكومة".
وأضاف: "تصور أنا لو محافظ الإسكندرية، كنت راجعت معدات التعامل مع السيول قبل موسمها"، متابعا: "أنا تدخلت فقط عشان أسخن القعدة".
وفي نهاية نموذج المحاكاة، وافق برلمان البرنامج الرئاسي على بيان الحكومة رقم (1)، وسط تصفيق حاد من الحضور، وابتسامة السيسي والحكومة.
يأتي ذلك بينما سجل الدولار بالسوق الموازية (السوداء) خلال تعاملات، الاثنين، نحو 11.70 جنيها للشراء، و12 جنيها للبيع، وسط أنباء زيادة جديدة في سعر الورقة الخضراء بالسوق الموازية، بعد انخفاض لم يدم سوى ثلاثة أيام.
وقال متعاملون إن السبب الرئيس وراء تراجع الدولار من 13.2 جنيها إلى 12 جنيها بدء مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولى لإقراض مصر نحو 12 مليار دولار.