نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تقدم عدد كبير من المجموعات دون قيادة أو تنسيق، نحو مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي،
سرت، في الوقت الذي تقصف فيه الولايات المتحدة الأمريكية مواقع
تنظيم الدولة في هذه المدينة.
ونقلت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، عن فرج، وهو المقاتلين الشبان بحي الدولار في سرت، أنه "يتواجد عدد من القناصة على المباني بالمنطقة. كما أن أصوات القنابل المتداخلة والمتناثرة في كل مكان، تمنع تحديد اتجاهاتها، وتجعل من المستحيل معرفة مصدرها".
وأضافت الصحيفة أنه خلال حديثها مع الشاب الليبي، بيّن هذا الأخير أن "الجهاديين قاموا بزرع مئات العبوات الناسفة والمتفجرات في جميع أنحاء المدينة".
وقال مقاتل آخر اسمه محسن؛ إنه "إضافة إلى تفجير قنبلة على بعد 500 متر، لاحظنا تصاعد عمود من الدخان الأسود في الأفق الشمالي، بالقرب من البحر". ويضيف متكهنا: "ربما يرجع ذلك إلى أحد التفجيرات التي تشنها الطائرات".
وحول هذا الموضوع، يقول محسن زعتام، وهو قائد المجموعة التي ينتمي إليها فرج ومحسن: "حسب المعلومات التي وصلتني، يمكن أن تكون الطائرات الأمريكية هي التي فجرت تلك النقطة".
ويقاطعه شاب اسمه فرج غاضبا: "بالنسبة لهذا اليوم، رأينا فقط الطائرات الليبية، وهي التي فجرت المركز الدولي للمؤتمرات، أغادوغو، أين يستقر تنظيم الدولة؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الأمريكية ضد مقاتلي تنظيم الدولة في سرت، تعتبر أول تدخل أجنبي بالتنسيق مع الحكومة الجديدة في طرابلس، بقيادة فايز السراج.
وكانت غارات سابقة قد استهدفت معاقل التنظيم في صبراتة وإجدابيا. ويقول المحلل المختص في الشأن الليبي، سيرجيو ألتونا، إن "حادثة مقتل ثلاثة جنود فرنسيين الشهر الماضي في بنغازي، تبرهن على أن فرنسا تساند خليفة حفتر عسكريا، وفي المقابل تدعم خصمه (في طرابلس) سياسيا؛ الأمر الذي يعقد فهم اللغز الليبي".
وأوردت الصحيفة أن ثلة الرفاق، فرج وأحمد ومحسن، أكدوا أنهم "لا يقاتلون وفق النمط الكلاسيكي، مثل الجيوش، بل يتحركون وفق ما يرونه مناسبا حسب خبرتهم".
وبهذه الطريقة، تقدمت المجموعة وقطعت مسافة تقدر بـ60 كيلومترا، منذ بدء الهجوم في أيار/ مايو الماضي. وفي غضون ثلاثة أسابيع، تمكنت المجموعة من الوصول إلى وسط مدينة سرت، التي يتحصن فيها الموالون لتنظيم الدولة.
وأشار محسن وفرج إلى أن "هناك قتالا مستمرا في المنطقة، كما لو أننا تركنا عناصر من الجهاديين وراءنا". وخلال حديثه، أشار فرج إلى الخط الفاصل بين "الخير والشر"، وهي أشجار الزيتون في السفح المقابل التي أقام مقاتلو تنظيم الدولة على امتدادها حاجزا من الرمل، لمنع وصول الدبابات.
وبيّن فرج أن هذا الحاجز يحجب عنهم تحركات مقاتلي تنظيم الدولة، الذين يتسلقون السلالم لمهاجمتهم. كما أنه هو وجماعته لا يستطيعون فعل شيء أو التقدم إلى الأمام؛ لأن الوضع سيء للغاية، لذلك حاولوا محاصرة مقاتلي تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن فرج على اتصال دائم مع طرابلس عبر الراديو، ويتتبع بشغف تحركات الولايات المتحدة وجبهات الحرب التي تفتحها ضد تنظيم الدولة. وبالإضافة إلى ذلك، يسعى هو ومجموعته إلى تحديث معلوماتهم دائما.
ويواصل فرج قائلا: "لا نتلقى تمويلات من أي أحد. لقد اشتريت سلاحي وسيارتي بمفردي، ولم يتكفل (رئيس حكومة الوحدة في طرابلس فايز) السراج بشراء هذه الأشياء".
ويقول فرج إن "نساء مصراتة هن اللاتي يزودن المقاتلين بالطعام.. فهل يمكن اعتبار مختلف هذه العناصر، جيشا متكاملا؟".