ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية، الثلاثاء، دور "
جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا) في معركة كسر حصار
حلب، قائلة إنها "الفصيل الوحيد الذي سيحتفل".
وقالت مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط كاثرينا فيليب، إن كسر حصار حلب جاء بعد أيام من فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وإعلانها تشكيل "جبهة فتح الشام".
وأشارت إلى أن توقيت الهجوم لم يكن "مصادفة"، بل وفر لها دعاية مناسبة، تسعى من خلالها لأخذ الريادة ضمن القوى المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
"لم تكن خجولة"
وقالت الصحيفة إن الجبهة لم تكن خجولة بالحديث عن دورها بالطرق التي اتبعتها لكسر الحصار عن 300 ألف مدني في حلب، مشيرة إلى استخدامها الطائرات بدون طيار لتصوير العربات الانتحارية التي كسرت من خلالها دفاعات النظام.
ونشرت الجبهة مقاطع مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم الاحتفاء بها من قبل الثوار ومعارضي الأسد.
وفي عيون معظم مؤيدي المعارضة، نجحت جبهة فتح الشام بملء الفراغ الذي تسبب به المجتمع الدولي، واستطاعت كسر الحصار عن المدنيين وتحريرهم.
وحذر النشطاء مرارا من أن فشل المجتمع الدولي سيكون أداة مناسبة لتنظيم الدولة.
استغلال ثنائي
وقالت مراسلة الصحيفة إن الجبهة استغلت كلا من فشل المجتمع الدولي، وانتصارها وقدرتها على كسر حصار حلب.
ووضعت هذه الحالة فصائل الثوار المعتدلين في معضلة، ما بين الارتباط بداعميهم الغربيين الذين خذلوهم مرارا، أو الاصطفاف وراء الإسلاميين للتخلص من الأسد.
وفي الوقت الذي يظلون ملتزمين فيه بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن الجبهة تسعى لهدف أبعد لم يتغير، وهو إنشاء دولة إسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا لا يختلف عن أهداف تنظيم الدولة، لكن الآليات تختلف بكل تأكيد.
وفي الوقت الذي يعاني فيه تنظيم الدولة، تستدخل الجبهة نفسها داخل الثورة السورية، وربما بشكل غير ظاهر، وتنشئ لنفسها غموضا أكبر، ربما ليس للمعارضة وحدها، بل للغرب كذلك.