أكدت وكالة "
فارس"
الإيرانية شبه الرسمية للأنباء وجود قاذفات روسية في الأراضي الإيرانية، رغم أن "المسؤولين الإيرانيين لم يبدوا أي موقف رسمي وصريح بشأن تواجد القاذفات الروسية في الأراضي الإيرانية"، مشيرة إلى أنها الأولى التي تتواجد فيها الطائرات الاستراتيجية الروسية في دولة أخرى لتنفيذ عمليات عسكرية.
وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني، رد الأربعاء، على تصريحات أطلقها مسؤولون إيرانيون انتقدوا فيها منح
روسيا قاعدة عسكرية في إيران، وذلك بعد وصول طائرات قاذفات "تو-22 إم 3" و"سو-34" الروسية إلى مطار همدان الإيراني، نافيا منح إيران قاعدة عسكرية لروسيا.
احتفاء إيراني
واحتفت وكالة "فارس" بقاذفات "تو-22 إم 3"، الاستراتيجية الثقيلة، مشيرة إلى أنها "قادرة على حمل حجم كبير من الأسلحة".
اقرأ أيضا: قاذفات روسية تبدأ بتوجيه ضربات في سوريا انطلاقا من إيران
وأوضحت الوكالة أن هذه "القاذفات باسم Tupolev Tu-22M أو توبولوف (22 إم)، ويطلق عليها حلف الناتو اسم باكفاير Backfire"، مؤكدة أنها "قادرة على حمل الأسلحة النووية، وتحلق أسرع من الصوت بعيدة المدى حيث يصل مدى تحليقها إلى 7000 كيلومتر".
عمليات سابقة
وآخر مرة تم فيها استخدام طائرات باكفاير كانت في عمليات نفذت في
سوريا، بحسب الوكالة، في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، حيث تم تنفيذها بـ12 طائرة من نوع "Tu-22m3" ورافقتها طائرات أخرى من نفس الطراز مثل "Tu-160" و"Tu-95".
وفي هذه العمليات قامت طائرات باكفاير بقصف الأراضي السورية، وأطلقت الطائرات الأخرى صواريخ كروز على الأهداف المنظورة، بحسب "فارس"، موضحة أنه تم تسجيل 42 طلعة جوية لهذه القاذفات في سوريا في الفترة بين 22 و31 كانون الثاني/ يناير 2016، وبعد فترة قصيرة في تاريخ 12 تموز/ يوليو 2016، شاركت ست طائرات من نوع باكفاير في العمليات في سوريا وبعدها بيومين أي 14 تموز/ يوليو تم تنفيذ غارات أخرى من قبل الطائرات الست.
وبعد ذلك في 21 تموز/ يوليو وفي 8 و11 و16 آب/ أغسطس الجاري تم تنفيذ طلعات قتالية متوجهة إلى سوريا، تم خلالها قصف أهداف في أغلب نقاط الاشتباكات مثل حمص وحلب وإدلب والرقة ودير الزور وتدمر والمناطق النفطية، مشيرة إلى أن جميع هذه العمليات تم تنفيذها انطلاقا من روسيا بشكل مباشر، وقد اجتازت الأجواء الإيرانية والعراقية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
في إيران
وأشارت الوكالة إلى أنباء تتحدث عن تواجد قاذفات روسية من نوع "Tu-22M3" أو باكفاير في إيران، كما أكدت المواقع الروسية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها طلبت من إيران الاستفادة من القاعدة الجوية الموجودة، بحسب اعلان وزارة الدفاع الروسية.
ونفذت روسيا أولى غاراتها في سوريا انطلاقا من القاعدة الجوية الثالثة في همدان، وبما أن المسافة من هذه النقطة إلى المناطق السورية أقل من 1000 كيلومتر، فبالتالي ستكون هذه القاذفات قادرة على حمل مقدار أكبر من القنابل والصواريخ، بينما تقدر المسافة من أقرب قاعدة جوية روسية في شمال بحر قزوين إلى سوريا بأكثر من 2000 كيلومتر، ما قد يسبب مشكلات في قلة الوقود.
ووفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فإن طهران وموسكو وقعتا اتفاقية تسمح للروس بنشر قاذفاتهم الاستراتيجية في قاعدة "نوجه" الجوية قرب همدان، إلا أنه لم يتم الإعلان عن العدد الدقيق لهذه القاذفات.
وبحسب الاتفاق بين روسيا وإيران، فإن استخدام قاعدة "نوجه" الجوية في تنفيذ عمليات في سوريا، يقلص من الفترة الزمنية للطلعات الجوية بشكل لافت، ما يؤثر في تقليص النفقات في الحرب، وطلبت روسيا من إيران رسميا السماح لصواريخ كروز بعبور الأجواء الإيرانية من أجل ما أسمته "الاستهداف الدقيق لمواقع الإرهابيين في سوريا".
رد فعل أمريكي
ونقلت قناة الميادين عن المتحدث باسم البنتاغون، قوله إن نشر القاذفات الروسية "لن يؤثر على النشاطات الجوية الأمريكية في سوريا"، فيما نقلت قناة "روسيا اليوم" عنه أن موسكو أبلغت واشنطن.
من جانبها، قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن الأمريكيين يقولون إن قاعدة همدان الجوية "تم إعدادها سريعا لاستقبال القاذفات الروسية، بحيث تم عمل الإعداد خلال ليلة واحدة".
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن الروس أرسلوا إلى إيران أربع طائرات باكفاير قاذفة، مصحوبة بطائرة لشحن العتاد الذي تحتاجه هذه القاذفات، وتم تنفيذ ذلك خلال ساعات قبيل العمليات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، وردا على الموضوع، إن واشنطن تدرس حاليا قضية إرسال القاذفات الروسية إلى إيران، موضحا أن "تواجد القاذفات الروسية في إيران يبعث على الأسف، إلا أنه لم يفاجئ واشنطن أو يصدمها"، مضيفا أنه نظرا للظروف المتأزمة الراهنة في سوريا، فإن إجراء روسيا ليس مفيدا ولا مساعدا.
واعتبر تونر أن نشر القاذفات "انتهاك لقرار مجلس الأمن ضد إيران"، مضيفا أن "واشنطن تواصل التفاوض والحوار والدبلوماسية مع روسيا، ولا ينبغي لأي أحد أن يتوهم أنه يمكن حل الأزمة أو تحقيق النصر عبر السبيل العسكري".
موقف إيران
ورغم أن المسؤولين الإيرانيين لم يبدوا موقفا رسميا تجاه حضور القاذفات الروسية في إيران، إلا أن الأميرال علي شمخاني قال الخميس ردا على سؤال بهذا الشأن، إن "التعاون بين إيران وروسيا في محاربة الإرهاب في سوريا استراتيجي، ولدينا تبادل للطاقات والإمكانات في هذا المجال".
وبررت "فارس" انتهاك سيادة إيران بقولها إنه "لأهمية القاذفات الاستراتيجية في تنفيذ العمليات من عمق أراضيها إلى الدول الهدف.. وإذا حضرت هذه القاذفات الاستراتيجية في بلد آخر، فإن هذا يشير إلى المكانة المرموقة للعلاقات ومستواها الاستراتيجي الذي يبرر هذه العمليات".