سيطر الثوار على مدينة الراعي الحدودية بعد معارك شرسة مع تنظيم الدولة، وتمكن الثوار من استعادة المدينة بعد هجوم ضخم أُعد له جيدا شاركت فيه كثير من الفصائل الثورية.
وقال القيادي في نور الدين الزنكي، أبو وائل، رئيس المكتب الأمني لـ"
عربي21": "كل الفصائل شاركت دون استثناء لكن الفصائل الأبرز كانت فيلق الشام، والسلطان مراد، ونور الدين الزنكي، ومحمد الفاتح".
وقد سبق تحرير الراعي السيطرة على عدة قرى، فحسب أبي وائل: "حررنا عدة قرى قبل الراعي مؤخراً، ومنها تل أحمر وتل شعير".
وتميزت معركة تحرير الراعي بالشراسة، إذ سيطر الثوار بداية على منطقة الصوامع لتبدأ معارك كر وفر، يقول أبو وائل: "سيطرنا ثلاث مرات مؤخرا على المدينة خلال ثلاثة أيام" إذ اتبع تنظيم الدولة تكتيك القناصين والمفخخات.
وأضاف أبو وائل: "تأخرُنا بالتقدم سببه الألغام والقنص"، وعن الإسناد الجوي من قوات التحالف الدولي، قال أبو وائل: "لم يكن ثمة لزوم للإسناد الجوي".
وما يدل على شراسة المعارك كثرة قتلى
داعش، إذ تشير معلومات لوقوع عشرات القتلى من داعش وعشرة من الثوار، واكتفى أبو وائل بالقول: "إن قتلى داعش كثر" وأرجع ذلك: "لتخبط داعش، فمقاتلو داعش في الراعي ضعفاء التكتيك، ولا يمتلكون خبرة كافية، فجلهم سوريون صغار مجبرون على القتال".
ويعمل الثوار على تجنب أخطاء الماضي للحيلولة دون سقوط الراعي مجددا بيد التنظيم، يقول أنس شيخ ويس القائد العسكري لفيلق الشام في الشمال لـ"
عربي21": "لقد وضعنا خطة رباط محكمة إن أكرمنا الله والتزمت الفصائل بها. وسنثبت في الراعي وفي كل المدن التي سنحررها".
ويتابع أنس:"نسعى لتوسيع خطة السيطرة من أجل حماية الأرض التي نحررها، ولحماية خطوط إمدادنا".
ولا تأتي أهمية الراعي من كونها مدينة حدودية، وتزيد من مساحة سيطرة الثوار في الريف الشمالي وحسب، بل بقطع الطريق على الكرد الذين يهدفون لوصل عين العرب بعفرين، يقول أنس:"السيطرة على الراعي منعت اتصال مناطق سيطرتهم، ومنعت سيطرتهم على الشريط الحدودي كاملاً وبالتالي فشل مشروع خنقنا في الداخل، وضياع حلمهم".
وقد بدا حجم الضيق الكردي من تقدم الثوار واضحا مما دفعهم لإشغال الثوار من خلال محاولة اقتحام كلجبرين قرب أعزاز، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال لـ"
عربي21": "
الأكراد غير مرتاحين من سيطرة الحر على الراعي، إذ يفشل ذلك مشروعهم، ولا سيما أن
الجيش الحر ابن المنطقة".
ويحاول الثوار متابعة تقدمهم على الشريط الحدودي نحو جرابلس، والتقدم جنوبا نحو الباب، يقول أبو وائل: "التقدم باتجاه جرابلس مؤكد، وذلك يقرره تقدم الثوار للغندورة، والسيطرة عليها".
وهذا ما دفع الكرد للتفكير بالباب عوضا عن جرابلس، يتابع أبو وائل: "الميليشيات الكردية تحلم بالباب حاليا، وتريد التمدد غربا للوصول لقرية أحرص".
وتوقع أحمد رحال توجه الثوار نحو الباب: "أتوقع المعركة القادمة في محيط أعزاز بعدما تسربت أخبار عن تجمع حشود لسوريا الديموقراطية في منطقة عفرين".
وتعد معركة الراعي جزءا من معركة حلب، وجزءا من اللعبة الدولية، إذ يعتقد أن ثمة دعما تركيا قويا للثوار للدفع نحو الوصول حتى جرابلس، يقول رحال: "أعتقد أن عين تركيا على الجيش الحر، وستقدم له المقومات للمقاومة والتقدم".
وأضاف: "الكرد ورقة بيد القوى الدولية، فزيارة أردوغان أدت لإغلاق مكتبهم في روسيا، وأمريكا سترميهم في وقت ما".
وقال أبو وائل: "
سوريا الديموقراطية هي العائق بين الثوار والنظام في ريف حلب الشمالي"، وقد ساعدت قسد النظام في قطع طريق الكاستيلو بمهاجمة السكن الشبابي بالأشرفية.
ويعمل الثوار وفق المتاح إذ يخوضون معارك ضد قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم الدولة والنظام معا.