قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن
تركيا لن تقبل ببقاء
الأسد في السلطة ولو في مرحلة انتقالية، وإن رحيله ضروري ولن يكون تغيير الموقف ثمنا لتحسن العلاقات مع
روسيا.
وشدد أوغلو على أن الرؤى متباينة بين تركيا وروسيا بشأن الملف السوري، وتحديدا في ما يتعلق بالأسد و"الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين"، لكن العلاقات الثنائية مع روسيا جيدة جدا وقائمة على التعاون وهي الشريك التجاري الثاني بعد ألمانيا.
وأضاف: "موقفنا من الأسد لن يتغير، فقد قتل أكثر من 600 ألف شخص؛ ولهذا فإننا لا نعتقد بأن أيا من القوى السورية المعارضة ستقبل ببقائه وحضوره في العملية الانتقالية، هذا أمر غير ممكن. وعندما أنظر إلى القوى الرئيسية كالسعودية وقطر وغيرهما، أجد أيضا أنهم يطالبون برحيل الأسد. ولهذا كله نحن نصر على أنه لبدء العملية الانتقالية فلا بد للأسد من أن يرحل".
ولفت إلى أن الخلاف مع روسيا يتعلق باستمرار قصف حلب ومحيطها والأعمال العدائية، لكن الرؤى المختلفة لا يجب أن تكون مشكلة أو عقبة أمام استمرار الحوار والتعاون.
وفي سياق آخر، قال أوغلو إن العلاقات التركية الأمريكية ستتأثر بشدة في حال رفض الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة والمقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل.
وحذر جاويش أوغلو من أن علاقات تركيا بالولايات المتحدة ستتأثر بشدة في حال رفضها تسليم فتح الله غولن، زعيم حركة الخدمة، والمتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، لكنه أشار إلى وجود بعض إشارات التعاون من الجانب الأمريكي في هذه المسألة.
وقال جاويش أوغلو إن "هناك عملية جارية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل، وهناك مصالحة وطنية من شأنها أن تنعكس إيجابيا على الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد".
وأضاف: "نحن نحاول جهدنا أن نعيد تمتين الوضع الاقتصادي الذي لم يتأثر كثيرا بما حصل، سواء عبر الانقلاب أو بسبب الصراعات الدائرة في المنطقة ومشكلاتنا الداخلية في محاربة الإرهاب".
ورفض أوغلو الانتقادات التي وجهتها دول أوروبية للإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية بعد الانقلاب وقال إن أصدقاءنا في أوروبا لا يفهمون ما حدث في تركيا، أو يريدون ألا يفهموا. هم سعداء في أماكنهم فهم لم يتعرضوا لانقلابات".