ذكر ت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن أعلى محكمة إدارية فرنسية رفضت الحظر على لبس زي السباحة الإسلامي "
البوركيني" على الشواطئ الفرنسية، وعدّت قرار عدد من المدن غير قانوني.
ويشير التقرير إلى أن قرار اليوم الجمعة يعد مهما، وجاء وسط نقاش حاد حول مكانة الإسلام في
فرنسا، لافتا إلى أن مجلس الدولة قرر تأييد تحد قامت به جماعات حقوق الإنسان، التي قالت إن الحظر الذي تم في منتجع الريفيرا في فيلينفو سور لوبيه يتعدى على الحريات الشخصية، في قرار من المتوقع أن يؤدي إلى سابقة قانونية لـ29 مدينة قررت حظر الزي الإسلامي على شواطئها.
وتورد الصحيفة أنه جاء في قرار مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة إدارية في البلاد، أن الحظر "يعد تعديا خطيرا وواضحا على الحريات الأساسية"، وقال المحامي باتريس سبنوزي من مجلس حقوق الإنسان إن قرار "تعليق" الحظر ينطبق على 29 مدينة وبلدة فرنسية أخرى.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عمدة بلدة سيسكو في جزيرة كورسيكا، التي شهدت مشاجرة على شاطئها بسبب الزي الإسلامي، تعهد بتجاهل قرار المحكمة، والاستمرار بممارسة الحظر، وقال إنج- بيير فيفوني: "هذا الحكم لا أثر له هناك؛ لأننا شاهدنا مشاجرة حوله (البوركيني)"، في إشارة إلى المواجهة التي حدثت على شاطئ سيسكو في 13 آب/ أغسطس.
وتعلق الصحيفة بأن الحكم سيثير غضب جماعات اليمين المتطرف، ويمين الوسط، وبعض أعضاء الحكومة الاشتراكية، مشيرة إلى أن قرار منع ارتداء زي السباحة الإسلامي أدى إلى الانقسام في فرنسا، وأثار انتقادات في بريطانيا ودول أخرى.
وينوه التقرير إلى أن النقاش زاد حدة عندما انتشرت صور عناصر شرطة فرنسيين وهم يأمرون سيدة مسلمة بخلع البوركيني على شاطئ مدينة نيس، لافتا إلى أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي دعا إلى فرض حظر واسع وعام على البوركيني في أنحاء البلاد كلها، حيث وضع الإسلام والهجرة في قلب حملته الانتخابية؛ من أجل الحصول على السلطة من جديد، وهزيمة الاشتراكيين في انتخابات الرئاسة العام المقبل.
وتكشف الصحيفة عن أن استطلاعا للرأي أجري في مناخ تعرضت فيه فرنسا لهجمات إرهابية، أظهر دعم ثلثي الفرنسيين لحظر البوركيني، لافتة إلى أن رؤساء بلديات 30 بلدة فرنسية منعوا الزي بناء على مبررات تتراوح من حماية النظام العام إلى السلامة.
وبحسب التقرير، فإن بعض السياسيين برروا رأيهم بأن البوركيني لا يتوافق مع الدستور الفرنسي العلماني، وأنه رمز لعبودية المرأة، مشيرا إلى قيام بلديتين بتغريم امرأتين لخرقهما الحظر، حيث غرمت إحداهما 38 يورو.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس دعم الحظر، ووصف البوركيني بأنه رمز لعبودية المرأة، إلا أنه لم يدع إلى حظر عام له.