استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، احتمال اندلاع حرب باردة جديدة في العالم، مشددا على أنه لا توجد أي مقدمات لذلك في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم وجود خلافات أيديولوجية بين بلاده والولايات المتحدة الامريكية.
الحرب الباردة
وتابع لافروف، في كلمة ألقاها أمام طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، أن الوضع في العالم يختلف عما كان قبل نصف قرن، موضحا: "اليوم يختلف الوضع جذريا، لكنني لا أرى أي مقدمات لاندلاع نسخة ثانية من الحرب الباردة"، حسب ما نقل عنه موقع "
روسيا اليوم".
وأضاف أن الخلافات الأيديولوجية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية انتهت، مشيرا إلى وجود مبادئ مشتركة بين البلدين فيما يخص تطور المجتمعات بصورة ديمقراطية.
واستدرك أنه من المستحيل أن تعود علاقات روسيا مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو إلى سابق عهدها، واتهم "شركاء روسيا الغربيين" بكونهم دائما يخرقون التزاماتهم في مجال ضمان الأمن، ويرفضون كافة اقتراحات موسكو بشأن تحويل البيانات السياسية في هذا المجال إلى متطلبات ملزمة قانونيا.
وعبر لافروف عن استعداد بلاده لتطبيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أساس التكافؤ، ودعا شركاء روسيا الغربيين إلى تقديم خطوات عديدة من أجل استعادة ثقة روسيا.
وانتقد وزير الخارجية الروسي خطاب الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي ينتمي إليه باراك أوباما، لأنه صور روسيا "كأنها قوة الشر الرئيسية في العالم"، التي تؤثر على الحياة السياسية في أمريكا، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة للتعاون مع أي رئيس جديد للولايات المتحدة.
الحوار السوري
في سياق آخر دعا الوزير الروسي إطلاق حوار سوري كامل النطاق من أجل تسوية الأزمة في أقرب وقت ممكن.
وقال: "إننا نصر على إطلاق حوار سياسي حقيقي في
سوريا في أقرب وقت. وسبق أن تم تفويض الأمم المتحدة بإطلاق هذا الحوار، لكنها حتى الآن لا تتسرع في هذا الاتجاه".
وتابع: "عدونا المشترك هو الإرهاب الدولي. ونحن واثقون من أنه لا يمكن محاربته إلا على أساس القانون الدولي تجنبا للكيل بمكيالين، ومع احترام الدور المحوري للأمم المتحدة".
وقال لافروف: "إننا كنا نسترشد بهذه المبادئ، عندما قررنا الاستجابة لطلب الحكومة السورية، وأرسلنا مجموعة من القوات الجوية والفضائية الروسية إلى سوريا لمحاربة داعش وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى التي تتعاون مع هذين التنظيمين".