حذر المسؤولون الأتراك المتطوعين البريطانيين والأجانب في صفوف قوات حماية الشعب، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بأنه لا فرق بينهم وبين المقاتلين
الأكراد، الذين تعدهم
تركيا إرهابيين، مثل عناصر حزب العمال الكردستاني.
وجاء في تقرير لموقع "ميدل إيست أي" في لندن، أن القوات المسلحة التركية ستواجه "إرهابيين"، سواء كانوا بريطانيين، أم متطوعين أجانب يقاتلون في صفوف حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وقالوا إن أي خسائر بشرية ستتحمل مسؤوليتها حكومات بلدانهم.
ويورد الموقع نقلا عن المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله في تصريحات، إن البريطانيين، والفرنسيين، والأمريكيين، أو أي مواطنين من أي جنسية أخرى، يقاتلون في صفوف قوات حماية الشعب، سيتم التعامل معهم "بصفتهم إرهابيين، سواء كانت دولهم أعضاء في التحالف أم لا".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذه التصريحات جاءت في وقت خاضت فيه الحكومة التركية جدلا مع الحكومة الأمريكية، التي حاولت ترتيب وقف إطلاق للنار بين القوات التركية والمليشيات الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، وذلك بعد أسبوع من توغل القوات التركية في شمال
سوريا؛ من أجل إخراج مقاتلي
تنظيم الدولة من بلدة جرابلس، لافتا إلى أن القوات التركية اشتبكت مع قوات حماية الشعب، رغم تحالفهما مع الولايات المتحدة؛ وذلك لأن تركيا تعدهم فرعا لحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا، الذي يقود حملة تمرد ضد الدولة في جنوب شرق تركيا.
ويذكر الموقع أن عشرات من المتطوعين الأجانب، ومن بينهم بريطانيون، سافروا إلى مناطق الأكراد للقتال مع قوات حماية الشعب، التي تعمل تحت مظلة أمريكية، وهي "قوات سوريا الديمقراطية"، ويقال إن "كتيبة بوب كرو"، وهو اسم نقابي بريطاني راحل، تقاتل قريبا من الرقة، مستدركا بأن الوضع المتغير بشكل دائم منذ التوغل التركي يعني أن هؤلاء البريطانيين قد يصبحون هدفا لدولة عضو في الناتو.
وينقل التقرير عن أحد مستشاري يلدريم، وهو يونس أكبابا، قوله: "لا تفرق تركيا بناء على الجنسية عندما يتعلق الأمر بعضوية منظمة إرهابية"، ويضيف أكبابا: "لن نتوقف وسط المعركة ونسأل الإرهابيين عن جنسيتهم، ولن تتردد تركيا بمواجهة المنظمات الإرهابية في إطار العملية، فهذه منظمات إرهابية، وأي شخص يقاتل تحت رايتها يعد إرهابيا".
ويلفت الموقع إلى أن المسؤول التركي دعا حكومات البلاد التي جاء منها هؤلاء
المتطوعون للتدخل، ومنعهم من السفر إلى سوريا، قائلا: "على الدول التي جاءوا منها تحمل المسؤولية، ومنعهم من الانضمام لهذه الجماعات، ستقاتلهم القوات التركية إن قاتلوا تحت راية الجماعات الإرهابية، سواء كانوا من دول عضو في التحالف أم لا".
وبحسب التقرير، فإن أكبابا يقول إن تركيا رحّلت حتى هذا الوقت خمسة آلاف أجنبي، كانوا يحاولون الدخول إلى سوريا من تركيا، وتتحمل دولهم المسؤولية في التعامل معهم، ومنعهم من المحاولة مرة أخرى، مشيرا إلى أن معظم الذين تم ترحيلهم كانوا يحاولون الانضمام إلى تنظيم الدولة، وقلة كانت تحاول الانضمام لقوات حماية الشعب.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي، قوله إنه يجد من الصعوبة بمكان فهم دوافع الغربيين بالانضمام للجماعات المختلفة في سوريا، وأضاف أنه عندما يأتي الأمر للأوروبيين الذين ينضمون لقوات الحماية الشعبية، فإن البعض ينظر إليهم على أنهم "صليبيون" أو "جواسيس".
ويقول أقطاي للموقع: "من الصعب معرفة الدوافع الأخرى لهؤلاء المتطوعين، يسيطر عليهم وهم المساعدة في إنشاء الدويلة الكردية العلمانية الموالية للغرب في قلب أرض الإسلام"، ويضيف أقطاي: "هؤلاء الناس إما أنهم مندفعون بعقلية صليبية، أو أنهم جواسيس غربيون يعملون على دعم مشروع قوات حماية الشعب والاتحاد الديمقراطي، وحديثهم كله عن قتال تنظيم الدولة لا قيمة له".
ويتابع أقطاي قائلا إن تركيا ترفض أي وجود أجنبي في سوريا، سواء مع قوات حماية الشعب، أم مع تنظيم الدولة، أو أي جماعات أخرى، ويقول: "لو قتل هؤلاء الأجانب، أو جرحوا، في مواجهات في المناطق التي تنشط فيها تركيا، فإن المسؤولية تقع على عاتق دولهم الأجنبية، هذه الدول التي جاءوا منها مسؤولة عما يحدث لهم".
وينوه التقرير إلى أن وزارة الخارجية البريطانية رفضت التعليق على تصريحات المسؤولين الأتراك، وأحالت "ميدل إيست آي" إلى التحذير الذي أصدرته للمواطنين البريطانيين بالسفر إلى سوريا، ودعوة من كانوا
هناك إلى المغادرة بأي وسيلة.
ويورد الموقع نقلا عن مقاتل بريطاني اسمه ميسر غيفورد، قوله: "لن أقاتل الجنود الأتراك"، وقال بعد مشاركته في معركة منبج: "هذا الأمر يثير الإحباط في هذه اللحظة، فقد تدخلت تركيا عسكريا، وسببت مشكلات كبيرة للمتطوعين الأجانب؛ لأنها عضو في الناتو"، وأضاف غيفورد: "أنا شخصيا لن أقاتل ضد الأتراك مهما كان الأمر؛ لأنني سأصنف (إرهابيا)، وينتهي بي الأمر في زنزانة في السجن".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول غيفورد إنه لا يجد حرجا من قتال الجماعات السورية المدعومة من تركيا، التي لا تختلف عن تنظيم الدولة، بحسب رأيه.