أعلن زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر، الجمعة، عن سلسلة إجراءات تصعيدية ضد حكومة حيدر
العبادي، على رأسها، دعوة موظفي
الحكومة إلى الإضراب عن العمل الأحد والاثنين المقبلين.
واستأنف أنصار الصدر، اليوم، احتجاجاتهم في
بغداد وعدة محافظات بعد مضي شهر على إيقافها بقرار من زعيمهم.
وقال زعيم التيار الصدري، في بيان، تُلي في ساحات التحرير وسط بغداد، إنه "بعد انتهاء مهلة الشهر، صار لزاما علينا تفعيل الاحتجاجات السلمية والإصلاحية، وسنسلك الخيارات التي قد تكون بابا لإنهاء الفساد".
وقبل نحو شهر، دعا الصدر أنصاره إلى عدم التظاهر لمدة شهر، على أن يقوم خلاله "العبادي" بتشكيل حكومة تكنوقراط، يطالب بها زعيم التيار الصدري.
ودعا الصدر في بيان، الجمعة، إلى "إضراب الموظفين كافة - عدا الأجهزة الأمنية - عن الدوام الرسمي يومي الأحد والاثنين المقبلين، والبقاء أمام دوائرهم لتمشية (تسيير) الأمور الطارئة والحساسة فقط، ليكون الإصلاح مطلبا من داخل الحكومة عما هو مطلب شعبي من خارج الحكومة".
كما دعا إلى "إضراب المواطنين عن الطعام ابتداء من الجمعة المقبل وحتى صباح الأحد الذي يليه داخل المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية".
وكان الصدر قد وجه بجمع توقيعات "مليونية" تحت عنوان "الفاسد لا يمثلني" (دون تحديد شخص بعينه)، ابتداءً من العاشر من آب/أغسطس الماضي وحتى نهايته.
واحتشد مساء اليوم، الآلاف من أنصار الصدر في ساحة التحرير ببغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة، تمثلت بإغلاق القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى الساحة والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا، والتي تضم مقار الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية.
وحمل المتظاهرون الأعلام
العراقية، ورددوا شعارات "كلا كلا للفاسدين"، وحملوا لافتات كتب عليها "خرجنا طلبا للإصلاح ومكافحة الفساد" في بغداد.
وقال مهند الأنصاري أحد المتظاهرين إن "الآلاف من أنصار مقتدى الصدر تظاهروا اليوم في ساحة التحرير تلبية لدعوة اللجنة التنسيقية المركزية للثورة الشعبية (تابعة للتيار الصدري وتتولى تنظيم الاحتجاجات)، نتيجة عدم تحقق خطوات الإصلاح التي يراها التيار الصدري، والمتمثلة بمحاربة الفساد، وتشكيل حكومة تكنوقراط".
وأضاف الأنصاري أن "المتظاهرين انتقدوا بطء الإجراءات الحكومية المتعلقة بالإصلاح، وعجز الحكومة عن توفير الخدمات، وسوء إدارة مؤسسات الدولة".
كما شهدت محافظات عراقية عدة خروج تظاهرات لأتباع مقتدى الصدر، احتجاجا على "استشراء الفساد، وسوء الخدمات".
ومنذ نحو عام ينظم العراقيون مظاهرات في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، مطالبين بـ"تشكيل حكومة تكنوقراط، وإنهاء الخلافات السياسية الدائرة في البرلمان، وتقديم الفاسدين إلى القضاء".
واحتدمت الأزمة السياسية في العراق منذ آذار/ مارس الماضي، عندما سعى رئيس الوزراء، إلى تشكيل حكومة تكنوقراط (كفاءات)، بدلا من الوزراء المنتمين لأحزاب في محاولة لمكافحة الفساد، لكن الأحزاب النافذة عرقلت تمرير حكومته الجديدة.