حرص الإعلام
المصري على تصوير مشاركة رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، في قمة مجموعة العشرين بالصين، التي اختتمت مساء الأحد، باعتبارها تمثل إنجازا كبيرا لمصر، وقدّم السيسي كما لو أن زعماء العالم قد توددوا إليه، وهاجم الرئيسين الأمريكي والتركي، وقال إنهما أكبر محتقرين ومنبوذين في القمة.
وجاءت شماتة الإعلام المصري في الاستقبال
الصيني "المهين" للرئيس الأمريكي، واضطرار أوباما لاستخدام سلم الطوارئ للنزول من الطائرة، بعدما لم يوفر الجانب الصيني سلما للطائرة الرئاسية الأمريكية، ولم تضع سلطات المطار سجادة حمراء على السلم، كما يحدث عادة في الاستقبال الرسمي، استنادا إلى ما اعتبرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه "ازدراء محسوب".
وقالوا إنه "لم يحدث أن تلقت أمريكا صفعة مثل هذه". ونال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدرا كبيرا من شتائم إعلاميي السيسي.
أحمد موسى: "شوفوا حجم مصر وحجم أمريكا"
وقدّم الإعلامي الموالي للسيسي، أحمد موسى، رواية تذكر أن الصينيين تعمدوا إهانة أوباما، وأجبروه على استخدام سلم الخدامين والحقائب والموتى والأمتعة.
وقال: "شوفوا حجم مصر إيه.. وحجم أمريكا إيه.. اهتمام بمصر واحتقار لأمريكا".
وبينما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه لطيف، أبدى اشمئزازه من احتفاء الصين بالبلطجي أردوغان، على حد تعبيره.
وعقد مقارنات واسعة بين فرش السجادة الحمراء للسيسي في المطار الصيني، وحجبها عن الرئيس الأمريكي.
ويشتم أردوغان: "نطع" وبوتين عامله معاملة الخدم
وهاجم موسى الرئيس التركي، بضراوة. وقال إن الرئيس الروسي، بوتين، ظل يعامله معاملة "الخدم"، مدعيا أن أردوغان رفضته كل الدول.
وأضاف، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الأحد، أن أردوغان استغل الصورة التذكارية، مع قادة العالم بقمة العشرين، وحاول التودد للرئيس بوتين.
ووصف إصرار أردوغان على التقرب من بوتين، بالقول: "إيه النطاعة دي؟ ما شفتش حد نطع كده.. بوتين لو قال له ورنش الجزمة يا قرد كان ورنشها".
تامر أمين: "الرئيس الصيني أهمل أوباما ورحب بالسيسي"
ومن جهته، عقب الإعلامي تامر أمين، على طريقة استقبال باراك أوباما في الصين، مقارنا بينها وبين طريقة استقبال السيسي، فوصف استقبال أوباما بأنه "فضيحة بجلاجل"، مضيفا أنه "ما فيش رئيس دولة اتعمل معاه كده.. حتى لو كان رئيس دولة الواق الواق".
وتابع، في برنامجه "الحياة اليوم"، عبر فضائية "الحياة"، الأحد، بأن الرئيس الصيني كان مرحبا بالرئيس الروسي والرئيس المصري، وأهمل للغاية "أوباما"، وقال ساخرا: "أوباما لما صدق شاف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وقال له تعالى أقف معايا عاشان واقف لوحدي".
سعيد حساسين: لو كان السيسي اتعرض لهذا الموقف
وفي المقابل، أشاد الإعلام المصري باستقبال السيسي في الصين.
وقال عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، الإعلامي سعيد حساسين، في برنامجه "انفراد"، عبر فضائية العاصمة، مساء الأحد، إن الصين استقبلت الرئيس السيسي، استقبالا جيدا؛ لأنهم يعرفون أنه يحترم الشعب الصيني والياباني.
وعلق على سوء استقبال الصين للرئيس الأمريكي، قائلا إن الصين تجاهلت أوباما.. واللي في القلب في القلب، والعلاقات الأمريكية الصينية متوترة.
وأضاف: "لو كان السيسي هو اللي اتعرض لهذا الموقف كان زماننا متبهدلين.. وماسكين الدولة المصرية.. ونقول: لم يعد لنا كرامة".
وأردف: "حاجات صغيرة لكنها توضح مدى اهتمام الدول، وخاصة الصين، بالرؤساء الحاضرين للقمة، وترحيبهم بالسيسي"، على حد قوله.
أوباما يقتحم حوار الرئيس وهولاند من أجل مصافحة السيسي
وفي إطار تقديم السيسي في صورة من يتودد إليه زعماء العالم، قالت صحيفة "اليوم السابع": "بالصور.. أوباما يقتحم حوار الرئيس وهولاند من أجل مصافحة السيسي".
وأشارت إلى ما حدث عقب التقاط الصورة التذكارية، الذي أعقب حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تكريما لرؤساء الدول والحكومات المشاركين بأعمال الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة العشرين بمدينة هانغشو الصينية.
وقالت إن السيسي تصدّر الصورة التذكارية لزعماء العالم في عشاء الرئيس الصيني.
وأكدت أن اللقاء شهد اقتحام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لحوار جانبي بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي هولاند، وذلك من أجل مصافحة الرئيس المصري، الذى استقبله بابتسامة عريضة"، على حد قولها.
ويذكر أن الصورة التذكارية قبل افتتاح القمة أظهرت بشكل واضح انتظار السيسي لدوره في مصافحة أوباما بشكل وصفه نشطاء بأنه "تذلل"، لكن الإعلام المصري تجاهل ذلك، واكتفى بنشر صورة المصافحة.
وذهبت صحيفتا "المصري اليوم" و"صدى البلد" إلى مدى أبعد من ذلك عندما قارنتا بين استقبال الصين للرئيس الأمريكي واستقبالها للسيسي.
وقالت "المصري اليوم": "الفرق بين استقبال الصين للسيسي وأوباما في "
قمة العشرين (فيديو)".
وأضافت: "اختلف استقبال السلطات الصينية لعدد من رؤساء دول العالم، وأبرزها استقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وحظي الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال جيد، حيث فُرشت له السجادة الحمراء، ووُضع له سلم الاستقبال على الطائرة قبل نزوله، وقُدمت له الورود من قبل المسؤولين الصينيين".
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "صدى البلد": "شاهد الفرق بين استقبال الرئيس السيسي وأوباما في الصين.. فيديو وصور".
ونشرت مقطعي فيديو، الأول بعنوان "الصين تستقبل أوباما خارج حدود البروتوكول". والثانية بعنوان "لحظة استقبال السيسي: بالورد والسجادة الحمرة" (الحمراء)، على حد تعبيرها.
يذكر أن مسؤولا بوزارة الخارجية الصينية رفض اعتبار ما حدث بأنه بمثابة "ازدراء" لأوباما، قائلا إن الوفد الأمريكي رفض استخدام السلالم، والسجادة الحمراء.
صحف الاثنين: 4 زعماء على مائدة السيسي
إلى ذلك، استخدت الصحف المصرية، الاثنين، عناوين دعائية في إبراز مشاركة السيسي.
وصدرت "المصري اليوم" بمانشيت يقول: "زعماء روسيا وفرنسا والصين واليابان على مائدة السيسي".
وأشارت إلى حضور السيسي مختلف فعاليات "قمة العشرين"، وأنه التقى نظيره الصيني، ورئيس الأرجنتين، ورئيس وزراء اليابان، بمقر إقامته في هانغتشو.
وأضافت أنه جرت أحاديث بين السيسي وعدد من القادة والزعماء، منهم المستشارة الألمانية، والرئيسان الفرنسي والروسي، ورئيس جنوب أفريقيا، وولي ولي العهد السعودي.
واحتفت "الأهرام" في مانشيتاتها وعناوينها الرئيسة، بمشاركة السيسي في القمة، قائلة: "السيسي وجين بينغ يتفقان على تعزيز العلاقات وتشجيع الاستثمار.. الرئيس يلتقي زعماء اليابان وكوريا الجنوبية والأرجنتين على هامش قمة العشرين".
وأضافت: "خلال إفطار عمل أقامه للرئيس السيسي: الرئيس الصيني: مصر حققت نتائج إيجابية.. ونرى آفاقا واعدة لها في المستقبل.. الزعيمان يبحثان سبل تعزيز التبادل التجاري وجذب الاستثمارات لمشروع قناة السويس".
مشاركة السيسي تظهر قدر مصر
وبجانب ذلك، نقلت وسائل الإعلام المصرية، عن سياسيين، قولهم إن مشاركة السيسي في القمة إنجاز كبير.
وأشاد رئيس تحرير اليوم السابع، خالد صلاح، بجولات السيسي، وطالب بالابتعاد عن "سموم السوشيال ميديا"، وفق تعبيره.
ونقلت فضائيات وصحف مصرية عن الخبير السياسي، مصطفى الفقي، قوله إن مشاركة مصر في أعمال القمة يظهر قيمتها وقدرها، وإنه أمر يدعو للرضا والإحساس بقيمة مصر، وفق تعبيره، مضيفا أن اختيار الصين لمصر للمشاركة في القمة يؤكد أن مصر ليست معزولة.
وكان الحقوقي محمود رفعت، قال في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إن: "حضور السيسي قمة العشرين ليس بدعوة من القمة بل بشراء دعوة من الشركة المنظمة، والذي دفع له الإمارات عن طريق توني بلير".
وأضاف في تغريدة أخرى: "قمة العشرين هي لأكبر 20 اقتصادا بالعالم، ونعرف ما فعل السيسي باقتصاد مصر، ولحضوره بدعوة مشتراه يتم تجاهله، ويلهث ذليلا"، بحسب وصفه.